التابوت لبني
إسرائيل ، وكان إذا حارب خصومه يضعه في براح الصف ويقول : قاتلوا ولكم الظفر
والنصرة ، وهذا الكرسي محله فيكم محل التابوت في بني إسرائيل ، وفيه السكينة
والبقية، والملائكة من فوقكم ينزلون مددا لكم ، وحديث الحمامات البيض التي ظهرت في
الهواء ، وقد أخبرهم قبل ذلك بأن الملائكة تنزل على صورة الحمامات البيض ، معروف.
والإسجاع التي ألفها أبرد تأليف مشهورة.
وإنما حمله على
الانتساب إلى محمد بن الحنفية حسن اعتقاد الناس فيه ، وامتلاء القلوب بمحبته ،
والسيد محمد بن الحنفية ، كان كثير العلم غزير المعرفة ، وقّاد الفكر ، مصيب
الخاطر في العواقب ، قد أخبره أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه عن أحوال الملاحم
وأطلعه على مدارج المعالم ، وقد اختار العزلة ، فآثر الخمول على الشهرة ، وقد قيل
إنه كان مستودعا علم الإمامة حتى سلم الأمانة إلى أهلها ، وما فارق الدنيا إلا وقد
أقرها في مستقرها.
وكان السيد الحميريّ ، وكثيّر عزة الشاعر من شيعته. قال كثير فيه :
__________________