أن المُعْصِراتِ الرياحُ ذواتُ الاعاصِيرِ وهى الرَّهَجُ والغُبارُ وأنشد
وكانَّ سُهْكَ المُعْصِراتِ كَسَوْنَها |
|
تُرْبَ القَعاقِعِ والنِّقاعَ بمُنْخُلِ |
قال وزَعَمُوا أن معنى مِنْ معنى الباء وقيل بل المُعْصِراتُ الغُيومُ أنْفُسُها وذهب الى معنى الغيثِ ولا يحتمل قولُه غَيْرَ السحابِ لقوله الدَّوالِح فتكون المُعْصِراتُ اللواتى أمْكَنَتِ الرياحَ من اعتصارها واستَزالِ قَطْرِها كما يقال أمْضَغَ النخلُ وآكَلَ وأطْعَم وأفْرَكَ الزرعُ اذا أمكن ذلك فيه* قال المُتَعَقِّبُ* وقد ألَمَّ أبو حنيفة بالصوابِ ثم عَدَلَ عنه المُعْصِراتُ السحابُ بعينها كما قال ولكنها سميتْ مُعْصِراتٍ بالعَصَرِ والعُصْرةِ وهو المَلْجَأُ قال أبو زبيد
صَادِيَا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ |
|
ولقد كانَ عُصْرةَ المَنْجُودِ |
أى مَلْجَا المكروبِ ويقال أعْصَرنِى فلانٌ اذا ألْجَأكَ اليه واعْتَصَرْتُ به قال عدى بن زيد
لَوْ بغَيْرِ الماءِ حَلْقى شَرِقٌ |
|
كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصارِى |
فمعنى المُعْصِراتِ المُنْجِياتُ من البلاءِ المُعْصِماتُ من الجَدْبِ بالخِصْبِ لا ما قال أبو حنيفة ولا من قال انها الرياحُ ذواتُ الاعاصِيرِ فلا تَلْتَفتنَّ الى القولين معا* أبو حنيفة* الفارقُ ـ السحابةُ تُفارِقُ مُعْظَمَ السحابِ فتنفردُ والجميعُ الفُرَّقُ وربما أمْطَرتْ بأماكنَ اخَرَ* صاحب العين* الغَيابة ـ السحابةُ المنفردةُ وقيل الغَيابةُ والغَياءَة ـ ظِلُّ السحابةِ* أبو حنيفة* اسْتَأْرَضَ السحابُ ـ ثَبتَ وتَمَكَّنَ وأَرْسَى وأنشد
مُسْتَأْرِضًا بينَ بَطْنِ اللِّيثِ أيْمَنُهُ |
|
الى شَمَنْصِيرَ غَيْثًا مُرْسَلاً مَعِجَا |
وقال كِفَافُ السحابِ ـ أسافلُه وجِمَاعُه الاكِفَّةُ وشماريخُه ـ أعالِيه وبَواسِقُه وقَواعدُه ـ أركانُه كارْكانِ البُنْيانِ ورحاهُ ـ مُسْتَدارُه ومُسْتَأْرِضُه ـ مُتَمَكِّنُه وهو مأخوذٌ من الارض وروى أن رسولَ الله صلىاللهعليهوسلم سَألَ عن سحائبَ مَرَّتْ فقال كيفَ تَرَوْن قَواعِدَها وبَواسِقَها أَجُونٌ أم غَيْرُ ذلك وقال كيفَ تَرَوْنَ رَحاهَا ثم سأل عن البرق أخَفْوًا أم وَمِيضًا أم يَشُقُّ شَقًّا فقالوا يَشُقُّ شَقًّا فقال جاءَكُم الحَيَا * صاحب العين* خَناذِيذُ الغيمِ ـ أطرافٌ منه شاخصةٌ مُشْرِفةٌ* أبو