الاعرابى* عَسَقَتِ السماءُ عَسَقَانًا ـ أرَشَّتْ وانْصَبَّتْ
باب تطبيق المطر الارض وتلبيده اياها
* أبو حنيفة* الطَّبَقُ ـ العَامُّ الذى يُطَبِّقُ الارضَ وقال فى قول أبى وَجْزَةَ
مُطَبِّقَةُ المَجْرَى لَذِيذٌ نَسِيمُها |
|
رُخَاءٌ أَبَتْ أَعْقَابُها أَنْ تَصَرَّبَا |
المُطَبّقةُ المُحَقِّقَةُ* قال المتعقب* وانما أَخَذَ أبو حنيفة هذا من قولهم طَبَّقَ المَفْصِلَ وليس كذلك وانما هذا مأخوذٌ من قول امرئ القيس
دِيمةٌ هَطْلَاءُ فيها وَطَفٌ |
|
طَبَقُ الارْضِ تَحَّرى وتَدُرّ |
أى مُطَبِّقَةٌ للارض كُلِّهَا وغِطاءُ كُلِّ شَئٍ طَبَقٌ له ومنه قيلَ لِغِطاءِ الارْضِ طَبَقٌ ومنه قوله تعالى (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) أى طابقت كُلُّ واحدةٍ منها صاحِبَتَها طِبَاقًا ومُطَابَقةً أى هذه غِطاءٌ لهذه وهذه تَحْتَها لم تُفْصَلْ عنها ومن هذا قيل للمُتَّفِقَيْنِ على الامر مُتَطابقانِ على كذا وكذا فَسَمَّى سُبْحانَه بالمَصْدَرِ فلم يُجْمَعْ على لفظِ طَبَقٍ لانَّ جَمْعَ طَبَقٍ أطْبَاق قال الشماخ
اذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ |
|
أطْباقُ نَىٍّ على الأَثْبَاجِ مَنْضُودِ |
والمُغَطِّى للشئِ طَبَقٌ له وطِبَاقٌ ولا معنى للمُحَقِّقةِ فى بيت أبى وَجْزةَ ولا يَجُوزُ غَيْرُ ما قلناه* أبو على* طَبَقُ الارضِ فى بيتِ امرئ القيسِ من بابِ قَيْدِ الاوابِدِ وعُبْرِ الهَواجِرِ* صاحب العين* تَحَيَّرَتِ الارضُ بالمَطَرِ ـ تَغَطَّتْ* أبو على* ومنه رَوْضَةٌ حَيْرَى قال الهذلى
فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ |
|
تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ |
* أبو عبيد* تركتُ الارضَ قَرْوَةً واحدةً ومَحْوَةً واحدةً ـ اذا طَبَّقَها المَطَرُ* أبو حنيفة* تركتُ الارضَ دَثَّةً وزَلَفَة وأصْلُ الزَّلَفَةِ المَحَارةُ أى صارتْ كالمَحارةِ المَمْلوءَةِ قال الشاعر يصف أرضَ زَرْعٍ أَوْ نَخْلَ سَقَتْها سانِيةٌ
حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كانَّها |
|
زَلَفٌ وأُلْقِىَ قِتْبُها المَحْزُومُ |
وقيل الزَّلَفُ ـ وَجْهُ المِرْآةِ ومن الاول قولُهم للغَدِيرِ المَلْآنِ زَلَفٌ وأنشد
جَثْجَاثُها وخُزاماهَا وثامِرُهَا |
|
هَبَائِبٌ تَضْرِبُ الثُّعْبانَ والزَّلَفَا |