العاشر : ولمّا قال حين دعي إلى البيعة : اتركوني والتمسوا غيري ،
فإنّي أسمعكم وأطوعكم إن ولّيتم غيري .
الحادي عشر : ولمّا أنكر أكثر أهل البيت هذا النصّ ، فإنّ من المعلوم فرط
حبّهم لعلي عليهالسلام ، ومن كان كذلك استحال أن ينكر أعظم فضيلة لمحبوبه ،
ومعلوم أنّ زيد بن علي رضي الله عنهما ـ مع كمال فضله ودينه ـ وجميع أتباعه أنكروا
ذلك .
الثاني عشر : روي أنّ السيد الحميري قال : ما لأمير المؤمنين فضيلة إلّا
ولي فيها قصيدة وهذا النصّ الجلي لو صحّ لكان أعظم فضيلة له ، وما كان كذلك
استحال من مادحه إلّا ذكره في أكثر قصائده ، وأشعاره ، ولكن ليس لهذا النصّ في
أشعار السيد الحميري ذكر ، فدلّ على كونه موضوعا مخلقا.
فثبت بمجموع هذه
الأدلّة أنّ النصّ على إمامة عليّ عليهالسلام لم يوجد.
والجواب عن الأوّل والثاني أن نقول : إنّ هذه الأخبار بلغت مبلغ التواتر ولا يمكن إنكارها ، أقصى
ما في الباب أن يقال لو كان كذلك لتواتر إلى المخالف والموافق ولما اختصّت به
الشيعة دون غيرهم.
لأنّا نقول : إنّه
كما يشترط صحّة النقل في نفس الأمر اشترط أيضا انتفاء المانع عن الأذهان القابلة
له.
__________________