لنفسه (١). وذلك يدلّ على علوّ شأنه وزيادة منقبته.
السادس : خبر الراية وهو ما روي : أنّه صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر إلى خيبر فرجع منهزما ، ثم بعث عمر فرجع منهزما ، فبلغ ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله أيّ مبلغ ، فبات ليلته مهموما ، فلمّا أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : «لاعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، كرّارا غير فرّار» فتعرّض لها المهاجرون والأنصار ، فقال صلىاللهعليهوآله أين عليّ؟ فقالوا : إنّه أرمد العين فجاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فتفل في عينه ، ثمّ دفع إليه الراية (٢).
فهذا الحديث وكيفية ما جرى يستلزم سلب الأوصاف الحميدة التي تثبت لعلي عليهالسلام عن غيره ، خصوصا الذين غضب عليهم ، وإلّا لما كان في تخصيصه بهذه الأوصاف فائدة ، وليس ذلك من دليل الخطاب ، بل استدلال بقرائن كيفية ما جرت الحكاية عليه.
السابع : قوله صلىاللهعليهوآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٣) وقد تقدّم بيانه.
الثامن : قوله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» (٤) وهذا الخبر وإن لم يدلّ على الإمامة فلا أقلّ من دلالته على أنّه عليهالسلام أفضل من الشيخين.
التاسع : قوله صلىاللهعليهوآله في ذي الثدية : «يقتله خير هذه الامّة» (٥) وقاتله كان عليّ عليهالسلام.
__________________
(١) انظر مصادر خبر المؤاخاة في تتمّة المراجعات ، سبيل النجاة : ١٢٣ ـ ١٢٧.
(٢) انظر مصادر خبر الراية في كتاب (علي في الكتاب والسنّة) ٢ : ٣٢٣ ـ ٣٢٦ ، طبعة بيروت ، وتلخيص الشافي ١ : ٢٣٦ و٢ : ٣٩ و٣ : ١٣.
(٣) انظر البحث عن حديث الغدير وطرقه وتفاصيله في الفصول المائة ٢ : ٤٠٧ ـ ٤٨٧.
(٤) انظر البحث عن حديث المنزلة وطرقه في الفصول المائة ٢ : ٣٥٧ ـ ٣٩٧.
(٥) انظر تلخيص الشافي ٢ : ٢٦٥ وبعض مصادره بهامشه ، والذخيرة : ٤٩٢ و٤٩٣.