الجهل والعناد
والشر والفساد. وهذا لا ينافي خيرية القرون الأولى ومن يليهم بكثرة الطاعات والعبادات
، وصفاء العقائد ، وخلوص النيات ، وقرب العهد بالنبي (صلىاللهعليهوسلم) وأصحابه ، ونحو ذلك على ما قال (صلىاللهعليهوسلم) : «خير القرون القرن الذي أنا فيهم ، ثم الذين يلونهم ،
ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب» .
فإن قيل : في أحاديث قرب الساعة ما يشعر بأنها تقوم قريبا ، كقوله (صلىاللهعليهوسلم) : «بعثت أنا والساعة كهاتين» يعني السبابة والوسطى. بل على أنها تكون قبل مائة سنة ،
كقوله (صلىاللهعليهوسلم) : «يسألونني عن الساعة ، وإنما علمها عند الله ، وأقسم
بالله ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنه». وكقوله (صلىاللهعليهوسلم) : «لا يأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة» وها نحن
اليوم شارفنا ثمان مائة سنة ، ولم يظهر شيء من تلك العلامات.
قلنا : المراد أن قرب الساعة من مستقبل الزمان بالإضافة إلى ما مضى كقرب ما
بين الإصبعين ، أو كفضل الوسطى على السبابة. وحديث مائة سنة إنما هو في القيامة
الصغرى المشار إليها بقوله (عليهالسلام) : «من مات فقد قامت قيامته» ، وقوله لجمع من الأعراب
سألوه عن الساعة ، وقد أشار الى أصغرهم : «إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى يقوم
عليكم ساعتكم» وإنما الكلام في القيامة الكبرى التي هي
__________________