امرأة حامل أقرت بالزنا ، ورجم امرأة مجنونة زنت. فنهاه علي (رضي الله تعالى عنه) عن ذلك ، فقال : لو لا علي لهلك عمر. ونهى عن المغالاة في الصداق ، فقامت إليه امرأة فقالت : ألم يقل الله تعالى : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً) (١)
فقال : كل أفقه من عمر حتى المخدرات.
والجواب بعد تسليم القصة ، وعلمه بالحمل ، والجنون ، ونهيه على وجه التحريم أن الخطأ في مسألة وأكثر لا ينافي الاجتهاد ولا يقدح في الإمامة. والاعتراف بالنقصان هضم للنفس ، ودليل على الكمال.
ومنها أنه لم يكن عالما بالقرآن حتى شك في موت النبي (صلىاللهعليهوسلم) ولم يسكن إليه حتى تلا عليه أبو بكر قوله : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٢)
فقال : كأني لم أسمع هذه الآية.
فالجواب أن ذلك كان لتشوش البال ، واضطراب الحال ، والذهول عن جليات الأحوال ، أو لأنه فهم من قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (٣)
وقوله : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) (٤)
انه يبقى إلى تمام هذه الأمور ، وظهورها غاية الظهور. وفي قوله : «كأني لم اسمع» دلالة على أنه سمعها وعلمها ، لكن ذهل عنها ، أو حملها على معنى آخر ، أي كأن لم أسمعها سماع اطلاع على هذا المعنى ، بل إنه يموت بعد تمام الأمور.
ومنها أنه تصرف في بيت المال بغير الحق ، فأعطى أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم منه مالا كثيرا ، حتى روي أنه أعطى عائشة وحفصة كل سنة عشرة آلاف درهم ، وافترض لنفسه منه ثمانين الف درهم. وكذا في أموال الغنائم حيث فضل المهاجرين على
__________________
(١) سورة النساء آية رقم ٢٠ وتكملة الآية (فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
(٢) سورة الزمر آية رقم ٣٠.
(٣) سورة التوبة آية رقم ٣٣.
(٤) سورة النور آية رقم ٥٥.