ـ وأنّ الصحابة كانوا يختمونه في رمضان وقرأه بعضهم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. (١)
إن قلت : لو كان مجموعا فما معنى نزوله قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ) في حجة الوداع؟
قلت : أولا يمكن أن يكون منزلا مرتين ، كما له نظائر كثيرة كالفاتحة أو بيان المراد منه كان في حجة الوداع.
ومن الشواهد على تدوين السور والآيات نداء عباس بن عبد المطلب لما ذهب الناس وانهزم المسلمون بقوله : يا أصحاب سورة البقرة ، (٢) هذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، فراجع كتاب البيان والتبيين للجاحظ (ج ١ ، ص ١٤٨ ، طبع حسن السندوبي).
ومن مؤيدات عدم التحريف كون القرآن نورا وهاديا ونحوها.
__________________
ـ ترتيب السور يدل على عدم وقوعه في عهد النبي (ص).
والخلاصة : كان القرآن كتب كلّه في عهد رسول الله (ص) وجمع في موضع واحد عند النبي (ص) وعدة من الصحابة مع حصول النظم بين آيات كل سورة ؛ لكن ترتيب السور شيء حصل بعد وفاته (ص) ، فما قاله السيد المرتضى من أنّ القرآن كان على عهد رسول الله (ص) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن ، بعيد عن الصواب. انظر آراء العلماء حول المسألة في البيان ، ص ٢٣٧ وما بعدها ؛ التمهيد ، ج ١ ، ص ٢٠٨ وما بعدها ؛ القرآن الكريم وروايات المدرستين ، ج ٢ ، ص ٧١ وما بعدها.
(١). قد ذكرنا سابقا في ذيل قول المؤلف ـ قدسسره ـ «ومنها : ما ورد من ختم الصحابة ...» بعض الروايات التي وردت في هذا المضمون ، فراجع.
(٢). فلو لم تجمع الآيات ولم ترتب كيف يصح هذا النداء إلّا أن يقال بالجمع في الصدور الذي تقدم بطلانه آنفا.