وليس كلّ منزل قرآن كالأحاديث القدسيّة (١) ، فمن أين علم أنّ ما ادّعى وجوده عند عليّ (٢) ـ عليهالسلام ـ كان كلّه قرآنا فمن المحتمل أنّه ـ عليهالسلام ـ جمع كلّ ما سمعه عنه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من المنزل قرآنا كان أو غيره ، والقرآن هو المنزل الخاص بعنوان التحدي والإعجاز.
ومن الواضح الأوّلي أنّ ما نقل سقوطه ليس بمثابة يعجز البشر عن الإتيان بخير منه فكيف بمثله ك «سورة الولاية» (٣) و «سورة الرجم» (١)
__________________
(١). فهي أيضا تنزيل ، وإطلاق لفظ التنزيل على ما نزل قرآنا فقط كان من الاصطلاحات المحدثة.
(٢). إشارة إلى شبهة أقامها المحدّث النوري ، وهي أنّ عليّا (ع) كان له مصحف يخصّه ، يغاير المصحف الموجود ، وكان مشتملا على زيادات ليست في المصحف الذي بأيدينا ، وقد أتى به إلى القوم فلم يقبلوا منه وهذا من الأمور الثابتة واتفق عليها الفريقان ، فما كان بأيدينا ناقص ومحرّف ، ويدل على ذلك روايات : منها ما في التفسير الصافى (المقدمة السادسة ، ص ١١) عن الإمام علي (ع) قال : «أتى بالكتاب كملا مشتملا على التأويل والتنزيل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، لم يسقط منه حرف».
ومنها ما رواه في الكافي (ج ١ ، ص ٢٨٨) بإسناده عن جابر قال : «سمعت أبا جعفر (ع) يقول : ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أنزل إلّا كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلّا عليّ بن أبي طالب والأئمة من بعده».
(٣). ذكر هذه السورة المختلفة المحدّث النوري نقلا من كتاب دبستان المذاهب (ج ١ ، ص ٢٤٦ ـ ٢٤٧) قال المؤلف الفاسد ـ بعد ذكر أصول عقائد الشيعة ـ : «وبعضهم يقول : إنّ عثمان أحرق المصاحف وأسقط سورا كانت نازلة في فضل أهل البيت ، منها هذه السورة : بعد البسملة. يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالنورين. أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي ويحذّرانكم عذاب يوم عظيم. نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم. إنّ الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنّات نعيم. والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم. ظلموا أنفسهم وعصوا لوصي الرسول اولئك يسقون من حميم. إنّ الله الذي نوّر السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة