يقول الإمام محمد عبده : " فهذا القضاء الحاتم منه بأنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بشيء من مثل ما تحداهم به ليس قضاء بشريّا ، وإنما ذلك هو الله المتكلم ، والعليم الخبير هو الناطق على لسانه (أى محمد ، صلىاللهعليهوسلم) وقد أحاط علمه بقصور جميع القوى عن تناول ما استنهضهم له ، وبلوغ ما حثهم عليه" (١). وهذا ما نلاحظه فى الأخطاء الواضحة فى كتاب البهاء ، فكتابه الأقدس تضمن كثيرا من العبارات والمعانى الغريبة ، وإنك لتستشعر من خلال كلماته بالتكلف الظاهر ، ورداءة الأسلوب ، وضعف المعانى ، فمثلا يقول : " قل قد جعل الله مفتاح الكنز حبى المكنون لو أنتم تعرفون ، لو لا المفتاح لكان مكنونا فى أزل الآزال لو أنتم توقنون" (٢).
ويقول : " إنا أمرناكم بكسر حدودات" (٣) النفس والهدى ، لا ما رقم فى القلم الأعلى ، إنه لروح الحيوان لمن فى الإمكان ، قد ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت نسمة الحيوان ، اغتنموا يا أولى الألباب" (٤).
وهذه كلمات لا معنى لها ، أو معانيها سطحية ساذجة.
من تناقضات البهاء :
من المعروف أن البهاء حسين على المازندرانى كان من أشد المعتنقين لمبادئ البابية والمؤمنين إيمانا قويّا بكل ما قاله وجاء به الباب الشيرازى ،
__________________
(١) محمد عبده : رسالة التوحيد ، طبعة دار المنار بمصر ، ص ١٧٠.
(٢) البهاء : الأقدس ، المنشور فى كتاب الحسنى" البابيون والبهائيون" ص ١١٠.
(٣) وهذا خطأ لأن جمع حد حدود ، وليس حدودات.
(٤) البهاء : الأقدس ، المنشور فى كتاب الحسنى" البابيون والبهائيون" ص ١٠٩.