سليم ، ومن أهم محاولاته للاستيلاء على معانى القرآن قوله : " ألا بذكره تستنير الصدور وتقر الأبصار" (١). فهذه محاولة رديئة لاستلاب قول الله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد : ٢٨].
وقوله فى أقدسه : " لا تتبعوا أنفسكم إنها لأمارة بالبغى والفحشاء" (٢) فهذا المعنى سلبه من قول الله تعالى : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف : ٥٣].
وقوله فى أقدسه : " إنه يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يشاء" (٣). سلبه البهاء من قوله تعالى : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) [سورة الأنبياء ٢٣].
لقد فشل المازندرانى فشلا ذريعا فى أن يقلد القرآن الكريم ؛ لأن كلمات القرآن تشهد بأنه وحى إلهى ، وأنه لن يستطيع أحد أن يأتى بمثل هذا القرآن أبدا ، يقول تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) (أى شك) (مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) (أى رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم) (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) (المعنى : أى نادوا الذين اتخذتموهم أولياء من غير الله ليعينوكم على المعارضة) (مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٣ ـ ٢٤].
__________________
(١) المرجع السابق : ص ١١٢.
(٢) المرجع السابق : ص ١١٦.
(٣) المرجع السابق : ص ١٠٩.