هذا الإقليم بعرفانك وصونك وحمايتك إنك أنت المقتدر المتعالى العزيز الكريم" (١). ولنا أن نتصور إنسانا مسلما يدعو للاستعمار والمستعمرين بالنصر ومزيد من المستعمرات الجديدة.
وفى الوقت الّذي كان يدعو فيه للاستعمار الروسى والاستعمار الإنجليزى كان يدعو أيضا للدولة العلية العثمانية بالنصر والتمكن فى الأرض مع أن إنجلترا وروسيا كانا من ألد أعداء الدولة العثمانية.
يقول فى دعائه للدولة العثمانية : " إلهى أسألك بتأييداتك الغيبية ، وتوفيقاتك الصمدانية ، وفيوضاتك الرحمانية أن تؤيد الدولة العلية العثمانية ، والخلافة المحمدية على التمكن فى الأرض والاستقرار على العرش" (٢).
فلا شك أنه كان ربيبا للاستعمار ؛ ولهذا ليس غريبا أن ينعم عليه بنيشان الإمبراطورية البريطانية ، ويحصل على لقب سير عام ١٩٢٠ م.
موت البهاء :
فى الثانى من ذى القعدة سنة ١٣٠٩ ه الموافق للسادس عشر من شهر مايو سنة ١٨٩٢ م مات البهاء المازندرانى رب البهائية .. يقول داعية البهائية أبى الفضل الجلبائيانى" صعد الرب (يقصد البهاء) إلى مقر عزه الأقدس الأعلى ، وغابت حقيقته المقدسة فى هويته الخفية القصوى" (٣).
ونلاحظ هنا مدى الغلو فى تصوير البهاء واعتقاد ألوهيته.
وقد خلفه من بعده ابنه عباس أفندى الملقب عند البهائية بعبد البهاء وهو زعيم البهائية ونبيها من بعد أبيه ، فعبد البهاء نبى أما أبوه فكان عندهم
__________________
(١) مكاتيب عبد البهاء العباس : الترجمة العربية ، طبعة مصر ، ٣ / ٣٤٧.
(٢) مرجع سابق : ٢ / ٣١٢.
(٣) الجلبائيانى ، أبى الفضل : الحجج البهية ، طبعة مصر ، ص ١٣.