وجدا وتدللا ، وكذا تمكن من غزو عقلها قبل أن يغزو قلبها ، وقد وافقها ميرزا حسين على فى كل أفكارها المنحرفة ودعوتها إلى الانحراف عن الشريعة الإسلامية وحدودها ، وكذا دعوتها إلى نسخ الشريعة الإسلامية ، حتى إنه لما ثار عليها بعض البابيين نتيجة تطرف أفكارها ومناداتها بنسخ الشريعة الإسلامية وبظهور البابية وقف بجانبها مناصرا ومؤيدا ومشجعا أفكارها تشجيعا كبيرا وقويّا ، و" فتح المصحف الشريف وقرأ منه سورة الواقعة وفسرها بتفسير يؤيد ما قالته قرة العين ويصوبها ، وكتب بعد ذلك إلى الباب الشيرازى بماكو يطلب منه الفصل فى القول ، فوافق الشيرازى قرة العين وحسين على وعصابتهما القائلين بنسخ الإسلام" (١).
وحسين على هذا هو الّذي أوحى إلى قرة عين بأن تطلق عليه اسم بهاء الله ؛ فنشرته بين البابية ، ومنحته هذا الاسم.
ويقال إن تلقيب الميرزا حسين على نفسه بالبهاء ، مأخوذ من دعاء يتلوه الشيعة فى أوقات السحر من شهر رمضان منه : " اللهم إنى أسألك من بهائك بأبهاه وكل بهائك بهي ، اللهم إنى أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل ، اللهم إنى أسألك بجمالك كله" (٢).
كذلك فإن سبب تلقيب الميرزا يحيى ب" صبح أزل" مأخوذ مما ينسب إلى سيدنا على بن أبى طالب ، لما سأله كميل بن زياد عن الحقيقة فقال له على : مالك والحقيقة ، قال كميل : أو لست بصاحب سرك قال : نعم ، يرشح عليك ما يطفح منى. فقال كميل : أو مثلك يخيب السائل؟
__________________
(١) إحسان إلهى ظهير : البهائية نقد وتحليل ، طبعة لاهور ، باكستان ، ١٤٠١ ـ ١٩٨١ م ، ص ٤ ، نقلا عن الكواكب الدريّة ، طبعة؟؟؟ ١٣١.
(٢) فاضل ، محمد : الحراب فى صدر البهاء والباب ص ٧ ، ٢.