إن القرآن الكريم والسنة المطهرة يبينان للخلق جميعا أن الرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، يقول ابن كثير : " أخبر الله تعالى فى كتابه ورسوله ، صلىاللهعليهوسلم ، فى السنة المتواترة عنه أن لا نبى بعده ؛ ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل" (١).
لقد انقطع وحى السماء إلى الأرض بختم نبوة محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، يقول تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٢). أى آخرهم ، فخاتم كل شيء أى عاقبته وآخره.
قال ابن حيان فى تفسيره البحر المحيط : " قرأ الجمهور وخاتم النبيين بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم أى جاء آخرهم" (٣).
وقال القاسمى فى تفسيره محاسن التأويل : " تمت الرسالات برسالته إلى الناس أجمعين ، وظهر مصداق ذلك بخيبة من ادّعى النبوة بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها" (٤).
ويقول ابن الجوزى : " ومن قرأ" خاتم" بكسر التاء فمعناه وختم النبيين ، ومن فتحها فالمعنى آخر النبيين" (٥).
__________________
(١) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ٣ / ٤٩٣
(٢) سورة الأحزاب : ٤٠
(٣) أبو عبد الله محمد بن يوسف بن حيان : البحر المحيط ، ٧ / ٢٣٦
(٤) محمد جمال الدين القاسمى : محاسن التأويل ، ٦ / ٤٨٦
(٥) ابن الجوزى : زاد المسير ، ٦ / ٩٣