ـ أدلتهم من القرآن الكريم :
يقول تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) [الشورى : ٥١].
يقول القاضى القاديانى فى كتابه القول الصريح : " إن الله سبحانه وتعالى يوحى إلى غير الأنبياء بالطرق التى يوحى بها إلى الأنبياء لأن الله لم يقل وما كان لنبى بل قال ما كان لبشر سواء كان نبيّا أو غير نبى" (١).
والحقيقة أنه ليس فى هذه الآية أى دليل على وحى أو نبوة بعد رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وإنما قال ابن كثير فى تفسيره : " هذه الآية فى ذكر مقامات الوحى بالنسبة إلى جانب الله عزوجل" (٢) فلا وحى ولا نبوة بعد محمد ، صلىاللهعليهوسلم.
وهكذا يزعم القاضى القاديانى أن باب النبوة لا زال مفتوحا أمام البشر ويذكر أن الله تعالى يقول : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٣).
ويفسر الآية ـ كما أشرنا من قبل ـ بأن معناها" أن الّذي يطيع الله ومحمدا ، صلىاللهعليهوسلم ، فعلى قدر إطاعته يكون من الصالحين أو
__________________
(١) نذير السيالكوتى القاديانى : القول الصريح فى ظهور المهدى والمسيح ، ص ١٦٦
(٢) ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ٤ / ١٢١
(٣) سورة النساء : ٦٩