للاستعمار ، فصنعوا منه مهديّا ، ثم نبيّا ، وعرفوا متى يقدموه للناس مهديّا ، ومتى يعرضوه نسّا ، أو نبيّا ظليّا كما زعم القاديانى.
يقول آغا شورش كشميرى فى كتابه خونة الإسلام : " وقع الاختيار [أى اختيار الإنجليز] على المرزا غلام أحمد القاديانى لتحقيق هذا الهدف ، وقد ظهر فى بداية الأمر فى مظهر المتكلم الّذي كان يجادل الآباء اليسوعيين الذين كانوا يواجهون الإسلام .. ثم كوّن جماعة من أتباعه فى عام ١٨٨٠ م وادّعى بأنه محدث (ملهم من الله) .. ثم أعلن دعواه عن كونه مجددا ، وفى عام ١٨٨٨ م أعلن أن الله أمره بأخذ البيعة من المسلمين ، وادّعى فى عام ١٨٩١ م أنه هو المسيح الموعود ، كما اخترع لنفسه مصطلحا جديدا ، وهو أنه نبى ظلىّ" (١).
إذن القاديانية حركة من صنع الإنجليز ، فهم الذين أوجدوها لمحاربة الإسلام الّذي يدعو أتباعه إلى الجهاد فى سبيل الله ، ومقاومة الاستعمار والمحتلين" فدبرت الحكومة الإنجليزية بعث المرزا غلام أحمد المتنبى ؛ لكى يميت بهذه الوسيلة روح الجهاد فى قلوب المسلمين ويمكنوا نفوذهم فى إقليم البنجاب ، وكان الإنجليز يستيقنون ـ على حد زعمهم ـ أن منطقة بنجاب لا تخضع لهم إلّا من خلال المتنبى ، وإذا لم يوفقوا فى إخضاعهم بواسطته ، فلا أقل من أن يشغلوا العلماء به ، ويصرفوهم عن الجهاد إلى المسائل الأخرى" (٢) ، أى يشغلوهم بالقضايا الخلافية والكلامية حتى يختلفوا ويتفرقوا ويبتعدوا بفكرهم عن جهاد المستعمر الإنجليزى.
__________________
(١) آغا شورش كشميرى : خونة الإسلام ، ص ٤
(٢) المرجع السابق : ص ٨ ـ ٩