فأرسل إليهم رسله صلّى الله عليهم مبشّرين ومنذرين ، وبعث فيهم حججه (١) والداعين إليه ، والناطقين عنه ، ليبصّرهم (٢) الرشد ، ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
وجعلهم صلوات الله عليهم كاملين معصومين ، قادرين ، عالمين بما كان وبما يكون ، ليقيموا للناس (٣) البراهين الساطعة ، والدلائل الواضحة ، وليظهروا القدرة الباهرة ، والمعجزات التامّة التي تشهد بصدق قولهم (٤) : إنّه من قبل الصانع القديم الأزلي ربّ العالمين ، خالق السماوات والأرضين جلّت (٥) عظمته.
ولو (٦) لم يجعلهم كذلك ـ قادرين كاملين عالمين معصومين (٧) لم يبد من أوّلهم وأوسطهم وآخرهم القدرة الباهرة ، والمعجزات التامّة ، والبراهين الساطعة ، والدلائل الواضحة ، والعلوم الكاملة ـ ما اتّبعهم أحد (٨) ، [و] (٩) ما آمنت بهم نفس ، ولصارت أمور الخلق داعية إلى البوار وذهاب الحرث والنسل.
وشاهد ذلك قول الله عزوجل (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) (١٠) والحجّة البالغة (١١) : هي
__________________
(١) في «أ» «و» : (حجته» ، وفي «س» «ه» : (حجّة) والمثبت من عندنا.
(٢) في النسخ : (لينصرهم) ولعلها مصحفة من (ليبصّرهم) والمثبت من عندنا.
(٣) في «أ» «و» : (ليفيدوا الناس).
(٤) في «أ» «و» : (بقولهم) بدل من : (بصدق قولهم).
(٥) في «ه» : (حمدت).
(٦) كلمة (ولو) ساقطة من «و».
(٧) ليست في «أ» «و».
(٨) ليست في «أ» «و».
(٩) من عندنا.
(١٠) الأنعام : ١٤٩.
(١١) قوله (والحجة البالغة) ليس في «ه».