سهما من جعبة ذلك السلطان أو سوطا له فإنه يعظم تلك البلدة ، فالملائكة عليهمالسلام يعظمون النبي ، فإذا رأوا ذخائره في دار أو بلدة أو قبر عظموا صاحبه وخففوا عليه العذاب ، ولذلك السبب ينفع الموتى أن توضع على قبورهم المصاحف ، ويتلى القرآن على رءوس قبورهم ، ويكتب القرآن على قراطيس وتوضع القراطيس في أيدي الموتى ، فهذه أنواع المناسبات على حسب حال من يريد أن يسوي كل مسموع ومشروع على قضية معقولة ، والأصل في ذلك أن وراء ما يتصوره العقلاء أمورا ورد الشرع بها ولا يعلم حقائقها إلا الله تعالى والأنبياء الذين هم وسائط بين الله تعالى وبين عباده ، وإن اجتمع الحذاق وتفكروا في الشكل الموضوع على مناسبة الإعداد لسهولة الولادة حالة الطلق ما عرفوا تلك الخاصية. فكيف يطمع الإنسان أن يعرف حقائق ما ورد به الشرع من الأوامر والنواهي والأخبار والوعد والوعيد وغير ذلك ، والعقل ضعيف وتصرفه مختصر بالإضافة إلى تلك العجائب ، والخواص. قد قررت يا أخي طيب الله عيشك بعض ما يمكن التلويح إليه على وفق ما انتهت فطانتي إليه ، وأوصيك ومن معك بالإيمان بهذه الأشياء التي ورد الشرع بتصحيحها دون التوقف فيها ، ونعوذ بالله من التوقف ، وسأهدي إليك من بعد أن وفقني الله تعالى عالقا مضنونا آخر اسمه المضنون به على غير أهله أحق وأولى من هذا المصنف فإن في هذا مسائل قررتها في عدة مواضع ومسائل لم أقررها إلا في ذلك المصنف. أما المضنون الموجود فقد كان عزيمتي على تقرير أشياء فيه لم أقررها في شيء من كتبي ، اللهم إلا في إحياء العلوم ، فإن علي تقرير أشياء فيه تلويحات وإشارات إلى رموز لا يعرفها إلا أهلها والله المعين الهادي وهو حسبنا وإليه المرجع والمصير.