توقع مكروه أو على
فائت. فإن كانا محمودين كان له حكمهما في الوجوب والاستحباب ، وإن كانا مكروهين له
حكمهما في الحظر والكراهة.
وأما حقيقة القبض
: فهو يطرق القلب تارة يعلم سببه فحكمه حكم الحزن ، وما لم يعلم سببه فهو عقوبة
للمريدين لسبب إفراطهم في البسط.
وأما حقيقة
الإشفاق : فهو اتحاد الخوف بالرجاء واعتدالهما ، وأما حقيقة الخشوع : فهو سكون
القلب والجوارح وعدم حركتهما لما عاين القلب من عظيم أو مفزع.
وأما حقيقة الورع
: فهو مجانبة الشيء حذرا من ضرره ، والله تعالى أعلم.
الباب السابع والعشرون
في بيان الرجاء ، ويضاف إليه الرغبة ، لأنها من أنواعه
وكذلك البسط لأنه من ثمراته
أما علمه : فهو
أيضا مطالعة الصفات القديمة التي يصدر عنها كل ما ساء وسر ونفع وضر ، فمن عرف هذا
من صفاته خافه ورجاه ، وهذا هو الرجاء المقصود لذاته ، لأنه لا يتوقع بحسنة ولا
يندفع بسيئة إنما ينشأ عن فضل الله تعالى لمن سبقت له السعادة ، ويندفع بهذا
الرجاء من أخرجه الخوف إلى القنوط.
وأما الرجاء
المراد لغيره : فهو ما يحث على تكثير الطاعات ، فإن لم يحث على تكثير الطاعات كان
تمنيا ، لأن حقيقة الرجاء هو ارتياح القلب وانشراحه لانتظار محبوب تقدمت أسبابه.
وأما الرغبة : فهي
استيلاء هذا الحال على قلب الراجي حتى كأنه يشاهد به المأمول فهي كمال الرجاء
ومنتهى حقيقته.
وأما البسط : فهو
انشراح القلب وانفتاح طريق الهدى له بروح الرجاء.
الباب الثامن والعشرون
في بيان الفقر ، ولواحقه التبتل والفناء والتجريد
أما الفقر : فهو
الفقد والاحتياج ، ولكن الاحتياج على ضربين : مطلق ومقيد.
أما المطلق : فهو
احتياج العبد إلى موجد يوجده وإلى بقاء بعد الإيجاد وإلى هداية إلى موجده وهذا هو
الفقر إلى الله تعالى ، لأن الله هو موجده ومبقيه وهاديه إليه وهذا الفقر واجب
لأنه من الإيمان بالله ولله.
وأما الحال الذي
ينشأ عن هذه المعرفة : فهو شهود العبد لفقره وحاجته إلى الله تعالى على الدوام.
وأما الاحتياج
المقيد : فهو احتياج العبد إلى الوسائل التي تقوم بها ذاته ويستعان على تحصيلها
بالمال والمال هو المفقود المحتاج إليه ، فالفقر المطلق يراد لذاته لتعلقه بالله
تعالى ، والمقيد يراد لغيره وهو التبتل والانقطاع إلى الله وهما الوسيلة للغنى
بالله وهو تعلق القلب به