وفي «النهاية»
لابن الأثير قال في ترجمة «وحاء» من في حديث أنس : (شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي
حتّى حكم وحاء) . قال : وهما قبيلتان جافيتان من وراء رمل يَبْرِيْنَ ،
ومثله قال في ترجمة «حَكَم».
وفي مرفوعة جابر
عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث له أنّه قال : (أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، وفي
ظلال الرحمن يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ولا فخر ، ما بال قوم يزعمون أنّ رحمي لا ينفع ،
بل حتّى يبلغ حانكم أنّي لأشفع فأُشفّع) الخبر إلى قوله : (حتّى إنّ إبليس
ليتطاوَل طمعاً في الشفاعة) .
وعن عبد الله بن
عبّاس عن النبيّ أنّه قال : ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً
لا يشركون بالله شيئاً ، إلّا شفّعهم الله فيه .
إلى غير ذلك من
الآيات والروايات في إثبات عموم الشفاعة بما ورد من أعيان علماء السُّنّة والجماعة
ومفسّريهم ، ما لا يحتمله هذا المختصر ، فليراجع المطوّلات.
[تمويه في إنكار
الشفاعة]
وبعد ما أسلفناه
وما سيأتي في معنى الاستشفاع بالأولياء ، فلا يُصغى إلى شيء ممّا تكلّف به محمد بن
عبد الوهّاب في رسالته من التمويه والمغالطة تبعاً لإمامَيْهِ ابن القيّم وابن
تيميّة بقوله :
فإن
قال : إنّ النبيّ أُعطي الشفاعة وأطلبه مما أعطاه الله.
__________________