وحكم العقل بحسن الواسطة من غير تخصيص ولا تبعيض.
وبالجملة : فقد أطنب الوهابيّة في شبهة العابد بالمعبود ، وشبهة الزيارة بالعبادة ؛ حتّى صاروا بجمودهم وخضوعهم لشبهتهم هذه ، كأنّهم آلة هدم الإسلام باسم الإسلام.
قد أوضحنا الجواب عن الأُولى.
[الزيارة والعبادة]
وأمّا الثانية : فأمّا قوله فيما نسجه :
«ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء التي لا يقدر عليها إلّا الله ...» إلى قوله : «وأمّا بعد موته ـ يعني به النبيّ ـ فحاشا إنّهم ما سألوه عند قبره ، بل أنكر السلف ...» إلى آخر كلماته.
فأقول :
وليت شعري ما هذا النكير؟!
وما قياس الأنبياء والشهداء ـ المصرّح بحياتهم المستقرّة في القرآن ـ بسائر الموتى؟!
وما معنى إضافة الاستغاثة إلى العبادة؟!
وما المانع من الاستغاثة عند قبور الأولياء؟!
وما المراد بقوله : «لا يقدر عليها إلّا الله»؟!
وما هذا الخبط؟!
ثمّ وما هذا التحاشي والخلط ودعوى الإنكار؟
أفعلى عمد تركوا كتاب الله ونبذوه وراء ظهورهم؟
فإن كان المانع منها هو شبهة الشرك ، فقد عرفت فساده بما لا مزيد عليه.