النبي الاعظم صلىاللهعليهوآله ودافع عنه وأثبته ، وإلى هذا يشير الامام امير المؤمنين عليهالسلام في خطبة له بقوله :
وطفقت ارتئي بين ان اصول بيد جذاء ، أو اصير على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت ان الصبر على هاتا احجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا (٦).
ان كل هذا التنكيل والافتراء والظلم والتنابذ والتدابر والتقاطع كلن من اجل تحقيق هدف واحد مزعوم هزيل وهو وجود الامام امير المؤمنين عليهالسلام لأنه كان يؤلف خطرا عميقا محدقا بمآربهم الدنيئة وأحلامهم الطائشة ، ويريدونه مجتمعا علمانيا لا قانون فيه يكف الجوارح ، ولا دين يزع النفس ولا شهامة تلجم الشهوات.
ولعمر الحق ان وجود الامام امير المؤمنين «ع» وسلالته الطيبة ليس من الخطر الذي يجب القضاء عليه كما يزعمون ولكنه رحمة وخير وبركة تملأ المكان والزمان وتكسبهما صفة إنسانية عامة ، وتخلص الناس من شقاء العيش وعوامله وكوارث الحياة ومشاكلها ، وتدفعه الى اختيار حياة اخرى اسمى من هذه الحياة ... ولهم الخلافة والامامة ، وقد تقلدوها بالنص الشرعي لأنها تولية وتفويض لها أهلها ، ولها اصحابها الشرعيين الذين لا يجوز ان تتعداهم الى آخرين.
والحقيقة باعتقادي يجب ان تقال دائما مهما كانت الظروف والأسباب والعوامل ان الامام امير المؤمنين «ع» ظلم في حياته ونهب ترائه وغصب حقه وجعلوه في ايامه سلعة محتكرة ، ورغبوا فى التخلص منه ومن سياسته المتركزة
__________________
(٦) نهج البلاغة ١ ، ٤١ ط بيروت ١٣٧٤.