يا من هو الحق المبين وقوله |
|
ولقاؤه ورسوله ببيان |
أشرح لدينك صدر كل موحد |
|
شرحا ينال به ذرا الإيمان |
واجعله مؤتما بوحيك لا بما |
|
قد قاله ذو الإفك والبهتان |
وانصر به حزب الهدى واكبت به |
|
حزب الضلال وشيعة الشيطان |
وانعش به من قصده إحياءه |
|
واعصمه من كيد امرئ فتان |
واضرب بحقك عنق أهل الزيغ |
|
والتبديل والتكذيب والطغيان |
فو حق نعمتك التي أوليتني |
|
وجعلت قلبي واعي القرآن |
وكتبت في قلبي متابعة الهدى |
|
فقرأت فيه أسطر الإيمان |
ونشلتني من حب أصحاب الهوى |
|
بجبائل من محكم الفرقان |
وجعلت شربي المنهل العذب الذي |
|
هو رأس ماء الوارد الظمآن |
وعصمتني من شرب سفل الماء |
|
تحت نجاسة الآراء والأذهان |
وحفظتني مما ابتليت به الألى |
|
حكموا عليك بشرعة البهتان |
نبذوا كتابك من وراء ظهورهم |
|
وتمسكوا بزخارف الهذيان |
وأريتني البدع المضلة كيف |
|
يلقيها مزخرفة إلى الإنسان |
شيطانه فيظل ينقشها له |
|
نقش المشبه صورة بدهان |
فيظنها المغرور حقا وهي في التحقيق مثل اللال في القيعان يناجي المؤلف رحمهالله ربه بهذه الأبيات الروائع معاهدا له على نصرة دينه وجهاد أعدائه لقاء ما أنعم به عليه من نعمة الهداية والتوفيق إلى متابعة السنة والقرآن فيقول : يا ناصر الإسلام ومظهر حجته ومانعه من كيد أعدائه الحانقين ، ويا ناصر سنة رسولك الذي بعثته بالقرآن العظيم بما قضيت بها في كل عصر من أئمة هداة يذبون عنها كيد أهل البدع ويحفظونها من تزيد الكاذبين وتأويل الجاهلين وإنكار الفاسقين ، ويا من أنت الحق البين الذي لا شيء أبين منه بشهادة ما نصبته من الأدلة على وجودك وحكمتك ، وعلى جودك ونعمتك ، وعلى عزتك وقدرتك ، وعلى أنك الواحد الأحد الذي لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ، يا من لقاؤك أيضا حق لا شك فيه ، فإنك لم تخلق هذا الخلق عبثا ولا