١١٤٠٦ ـ صفية بنت الحارث بن كلدة الثقفية ، زوج الصحابي الشهير أمير البصرة عتبة بن غزوان.
ذكرها عمر بن شبّة في أخبار البصرة ، عن أبي الحسن المدائني. وقد مضى ذكرها في أختها أردة بنت الحارث بن كلدة.
١١٤٠٧ ـ صفية بنت حيّي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب (١) بن أبي حبيب ، من بني النضير ، وهو من سبط لاوى بن يعقوب ، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهماالسلام.
كانت تحت سلام بن مشكم ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق ، فقتل كنانة يوم خيبر ، فصارت صفية مع السبي ، فأخذها دحية ثم استعادها النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأعتقها وتزوجها. ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا.
وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير ، عنه : حدثني والدي إسحاق بن يسار ، قال : لما فتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغموص حصن بني أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال ، فمرّ بهما على قتلى يهود ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجهها ، وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أغربوا هذه الشّيطانة عنّي» (٢). وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطّى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال : «أنزعت الرّحمة من قبلك حين تمرّ بالمرأتين على قتلاهما». وكانت صفية رأت قبل ذلك أنّ القمر وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأمّها ، فلطمت وجهها ، وقالت : إنك لتمدّين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب ، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسألها عنه ، فأخبرته.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بأسانيد له في قصة خيبر ، قال : ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه ، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرّس بها فأبت عليه فوجد في نفسه ، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أمّ سليم وعطرتها ، قالت أم سنان الأسلمية : وكانت من أضوأ ما يكون من النساء ، فدخل على أهله ، فلما أصبح سألتها عما قال لها. فقالت : قال لي «ما حملك على الامتناع من النّزول أوّلا؟» فقلت. خشيت عليك من قرب اليهود ، فزادها ذلك عنده.
__________________
(١) أسد الغابة ت (٧٠٦٣) ، الاستيعاب : ت (٣٤٥٢).
(٢) ذكره البغوي في التفسير ٦ / ٢٠٠.