وقال أبو نعيم ، بعد أن أخرجه من طريق يحيى الحماني ، عن عبد الله بن إدريس ، نحو رواية أبي كريب : رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي إدريس مثله. ورواه محمد بن عمرو بن علقمة ، عن محمد بن عمارة ، عن زينب بنت نبيط ، قالت : حدثتني أمي وخالتي أن النبي صلىاللهعليهوسلم حلاهن رعاثا من ذهب ، وأمها حبيبة وخالتها كبشة وأبوهما أبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة ، وأمهما الفريعة ، فقد تحرر من هذا كله أن قول ابن مندة : إن زينب بنت نبيط أحمسية وهم ، بل هي أنصارية ، وإنها لا صحبة لها ، ولا رؤية ، وإنما تروي عن أمها ، وأن قول أبي موسى في الأحمسية : ويشبه أن تكون هي بنت نبيط بن جابر خطأ ، وسببه جزم ابن مندة بأنها أحمسية.
وسأذكر بقية ترجمة زينب بنت نبيط في القسم الرابع إن شاء الله تعالى.
وأما الأحمسية فحديثها عند البخاريّ ، من طريق قيس بن أبي حازم ، قال : دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب ، فرآها لا تتكلم ... فذكرها مختصرة ، ولم يسم أباها.
وأورد الخطيب من طريق كريم بن الحارث ، عن سلمى بنت جابر الأحمسية ، قالت : استشهد زوجي ، فأتيت ابن مسعود ، فذكرت لها معه قصة؟ فقالوا له : ما رأيناك فعلت بامرأة ما فعلت بهذه؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ أوّل أمتي لحوقا بي امرأة من أحمس». انتهى.
فما أدري هل هي هذه اختلف في اسمها أو أخرى؟
وترجم لها ابن سعد زينب بنت المهاجر الأحمسية ، وأورد لها عن أبي أسامة ، عن مجالد ، عن عبد الله بن جابر الأحمسي ، عن عمته زينب بنت المهاجر ، قالت : خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا ، ونذرت ألا أتكلم ، فجاء رجل فوقف على باب الخيمة ، فقال : السلام عليكم ، فردّت عليه صاحبتي ، فقال : ما شأن صاحبتك لم ترد علي؟ قالت : إنها مصمتة ، إنها نذرت ألا تتكلم. فقال : تكلّمي ، إنما هذا من فعل الجاهلية. فقالت : فقلت : من أنت يرحمك الله؟ قال : امرؤ من المهاجرين. فقلت : من أي المهاجرين؟ قال : من قريش. قلت : من أي قريش؟ قال : إنك لسئول ، أنا أبو بكر. قلت : يا خليفة رسول الله ، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا ، وقد جاء الله من الأمر بما ترى ، فحتى متى يدوم؟ قال : ما صلحت أئمتكم. قلت : ومن الأئمة؟ قال : أليس في قومك أشراف يطاعون؟ قلت : بلى. قال : أولئك الأئمة.