حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها) [النور : ٢٧]. فأخرج من طريق هشيم ، أخبرنا منصور ، عن ابن سيرين ويونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد الثقفي ـ أن رجلا استأذن على النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : أألج؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لأمة له يقال له روضة : «قومي إلى هذا فعلّميه ، فإنّه لا يحسن يستأذن ، فقولي له : يقول السّلام عليكم أأدخل؟» فسمعها الرجل فقالها. فقال : «أدخل».
١١٢٠٣ ـ ريحانة بنت شمعون بن زيد (١) ، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة ، بالقاف ، أو خنافة بالخاء المعجمة ، من بني النضير. وقال ابن إسحاق : من بني عمر بن قريظة : وقال ابن سعد : ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير ، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم ، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في «الكبرى» : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم سباها فأبت إلا اليهودية ، فوجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نفسه ، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه ، فقال : هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة ، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله ، بل تتركني في ملكك ، فهو أخف عليّ وعليك ، فتركها.
وماتت قبل وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عمر بن الحكم ، قال : كانت ريحانة عند زوج لها يحبها ، وكانت ذات جمال ، فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعزلها ، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى ، فرق السبي ، فدخل إليها فاختبأت منه حياء. قالت : فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترت الله ورسوله ، فأعتقني وتزوّج بي. فلم تزل عنده حتى ماتت. وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله ، وماتت مرجعه من الحج ، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر : قال : حدثني صالح بن جعفر ، عن محمد بن كعب ، قال : كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله ، وكانت جميلة وسيمة ، فلما قتل زوجها وقعت في السبي ، فخيرها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاختارت الإسلام ، فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب ، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها ، فشق عليها وأكثرت البكاء ، فراجعها ، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأخرج من طريق الزّهريّ أنّه لما طلقها كانت في أهلها ، فقالت : لا يراني أحد بعده.
قال الواقدي : وهذا وهم ، فإنّها توفيت عنده.
__________________
(١) أسد الغابة : ت ٦٩٤٢ ، الاستيعاب : ت ٣٣٩٦.