الكوفة ، ثم ساقه من طريق علي بن مجاهد ، عن حجاج بن أرطاة ، عن أبي السفر ، عن الخرقاء ، قال : وكانت امرأة حبشية تلقط النوى ، وتميط الأذى ، عن مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لها كفلان من الأجر». ثم قال : لا أعلم من رواه غير حجاج ، وهذا مشعر بأنها التي قبلها.
١١٠٩٧ ـ خرقاء : امرأة من الجن.
ذكرت في خبر العباس بن عبد الله البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف ، وهو عمر ابن عبد العزيز : قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري ، أخبرهم عن المبارك الخواص ، أخبرنا الحسين بن علي السري ، أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري ، أخبرنا إسماعيل الصفار ، حدثنا عباس البرقعي (١) ، حدثنا محمد بن فضيل ، وليس بابن غزوان ، حدثنا العباس بن أبي راشد ، عن أبيه قال : نزل بنا عمر بن عبد العزيز ، فلما رحل قال لي مولاي : اركب معه فشيّعه. قال : فركبت فمررنا بواد ، فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق ، فنزل عمر فنحّاها وواراها ، ثم ركب ، فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف ، وهو يقول : يا خرقاء! يا خرقاء! فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا. فقال له عمر : أنشدك الله أيها الهاتف ، إن كنت ممن يظهر إلّا ظهرت لنا ، وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء. قال : هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لها يوما : يا خرقاء ، «تموتين بفلاة من الأرض ، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض».
فقال له عمر : أنت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول هذا؟ فتعجب عمر وانصرفنا.
وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب «المتّفق» ، من طريق محمد بن جعفر الظفري ، حدثنا نصر بن داود ، حدثنا محمد بن فضيل : قرأ شريح بن يونس بمكة : حدثنا عباد بن راشد ، من أهل ذي المروة ، عن أبيه ، قال : زار عمر بن عبد العزيز مولاي ، فلما أراد الرجوع قال لي مولاي : شيعه ... فذكر نحوه.
وفي آخره : فقال : أنا من اسبعة الذين بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بهذا الوادي ، وفيه : فقال لي : «يا راشد لا تخبرنّ بهذا أحدا حتّى أموت».
وأوردها أبو نعيم في «الحلية» في أخر ترجمة عمر بن عبد العزيز ، وأنه وجد حيّته ميتة فلفّها في خرقة فدفنها ، فسمع قائلا يقول : هذه خرقاء ... نحوه.
١١٠٩٨ ـ خرنيق ، بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية
__________________
(١) في أالرافعي.