الحديث فقال : ليس له أصل.
قلت : فنعيم؟.
قال : ثقة.
قلت : كيف يحدّث ثقة بباطل؟.
قال : شبّه له (١).
قال الخطيب (٢) : وافقه على روايته سويد بن سعيد ، وعبد الله بن جعفر الرّقّيّ ، عن عيسى بن يونس.
ثم قال (٣) : أناه عليّ بن أحمد الرّزّاز ، نا النّجّاد ، نا هلال بن العلاء ، نا عبد الله بن جعفر ، وساقه من طريق الدّيرعاقوليّ ، عن سويد.
وقال ابن عديّ (٤) : هذا الحديث يعرف بنعيم ، رواه عن عيسى ، فتكلّم الناس فيه : ثم رواه عن رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن مقاتل الخواشتيّ ، ويقال : إنّه لا بأس به. ثمّ سرقه قوم ضعفاء ممّن يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهّاب بن الضحّاك ، والنّضر بن طاهر ، وثالثهم سويد بن سعيد الأنباريّ (٥).
قلت : قد رواه جعفر الفريابيّ ، وكان ثبتا ، عن سويد فقال : قدمت على سويد سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، فسألته عن هذا الحديث فقال : ثنا عيسى بن يونس وذكره. فوافقت سويدا عليه بعد أن حدّثني ، ودار بيني وبينه كلام كثير (٦).
قلت : سويد احتجّ به مسلم في «صحيحه» ، وأنا أتعجّب من هذا الحديث كيف يرويه مثل نعيم ، وسويد ، والحكم البلخيّ ، وغيرهم ، عن عيسى بن يونس ، ثم لا ينسب إلى عيسى بل إلى هؤلاء. والّذي أراه أنّه محفوظ من
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ ١ / ٦٢٢.
(٢) في تاريخه بغداد ١٣ / ٣٠٨.
(٣) في تاريخه ١٣ / ٣٠٨.
(٤) في الكامل ٧ / ٢٤٨٣.
(٥) تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٩.
(٦) تاريخ بغداد ١٣ / ٣٠٩.