ومهديّ بن جعفر الرّمليّ.
* * *
[ذكر قتال الأعراب حول المدينة]
وفيها عاثت الأعراب حول المدينة ، فسار لحربهم بغا الكبير ، فدوّخهم وأسر وقتل فيهم. وكان قد حاربهم حمّاد بن جرير الطبريّ القائد ، فقتل هو وعامّة أصحابه ، واستباحوا عسكره.
وحبس بغا منهم في القيود بالمدينة نحو ألف نفس ، فنقبوا الحبس ، فأخبرت بهم امرأة ، فأحاط (١) بهم أهل المدينة وحصروهم يومين ، ثم برزوا للقتال بكرة. وكان مقدّمهم عزيزة السّلميّ ، فكان يحمل ويرتجز.
لا بدّ من رحم وإن ضاق الباب |
|
وإنّي أنا عزيزة بن قطّاب |
الموت خير للفتى من العذاب. |
وكان قد فكّ قيده وهو يقاتل به يومه. ثم قتل ، وقتلت عامّة بني سليم ، وقتل جماعة من الأعراب (٢).
__________________
(١) في الأصل : «فأحاطوا بهم» وهو غلط نحوي.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٠ ، تاريخ الطبري ٩ / ١٢٩ ـ ١٣١ ، الكامل في التاريخ ٧ / ١٣ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، البداية والنهاية ١٠ / ٣٠٢ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٥٧.