فكانت ثلاثين ألف ألف درهم (١).
* * *
[فتح البذّ مدينة بابك]
وفي رمضان فتحت البذّ (٢) مدينة بابك ، لعنه الله ، بعد حصار طويل صعب (٣) ، وكان بها بابك قد عصى بعد أن عمل غير مصافّ مع المسلمين.
فلما أخذت اختفى في غيضة بالحصن ، وأسر أهله وأولاده. ثم جاء كتاب المعتصم بأمانه ، فبعث به إليه الأفشين مع رجلين ، وكتب معهما : ولد بابك يشير على أبيه بالدخول في الأمان فهو خير (٤). فلمّا دخلا في الغيضة إلى بابك قتل أحدهما ، وقال للآخر : اذهب إلى ابن الفاعلة ابني وقل له : لو كنت ابني للحقت بي. ثم خرّق كتاب الأمان ، وخرج من الغيضة وصعد الجبل في طريق وعرة يعرفها (٥).
وكان الأفشين قد أقام الكمناء في المضايق ، فأفلت بابك منهم ، وصار إلى جبال أرمينية ، فالتقاه رجل يقال له سهل (٦) البطريق ، فقال له : الطّلب وراءك فانزل عندي. فنزل عنده. وبعث سهل إلى الأفشين يخبره. فجاء أصحاب الأفشين فأحاطوا به وأخذوه (٧).
وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيّا ألفي (٨) ألف درهم ، ولمن جاء
__________________
(١) تاريخ الطبري ٩ / ٢٩ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٨٥ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٦١.
(٢) البذّ : بتشديد الذال المعجمة ، كورة بين آذربيجان وأرّان. (معجم البلدان ١ / ٣٦١).
(٣) انظر في ذلك : تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٤ ، وتاريخ الطبري ٩ / ٣١ وما بعدها ، وتاريخ العظيمي ٢٥١ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٨٥ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٦١.
(٤) تاريخ الطبري ٩ / ٤٦ ، الفتوح لابن أعثم ٨ / ٣٤٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٧٢.
(٥) تاريخ الطبري ٩ / ٤٦ ، الفتوح لابن أعثم ٨ / ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٧٢.
(٦) هو سهل بن سنباط ، كما في تاريخ الطبري ٩ / ٤٧.
(٧) تاريخ الطبري ٩ / ٥٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٤ ، الفتوح لابن أعثم ٨ / ٣٥٢ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٨٨ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٧٤ ، الأخبار الطوال ٤٠٥ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٨٤.
(٨) في تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٤ : «وضمن لمن جاء به ألف ألف درهم» ، والمثبت يتفق مع : البدء =