طائفة من قيس ، لكونه أخذ منهم خمسة عشر نفسا فصلبهم. فأغارت قيس على جبل السلطان ، وعسكروا بمرج راهط. فوجّه أبو المغيث جيشا لقتالهم ، فقتل خلق من الجيش ، وثبتت القيسيّة. ثم رجعوا على دمشق ، فتحصّن بها أبو المغيث ، فوقع حصار شديد ، فمات المعتصم والأمر على ذلك.
قال محمد بن عائذ : قدم دمشق رجاء الحصاريّ ، فواقع أهل المرج ، وجسرين ، وكفر بطنا ، وسقيا ، في جمادى الأولى ، وأصيب من النّاس خلق (١).
وقال عليّ بن حرب : كتب الواثق إلى الرّقّة إلى رجاء الحصاريّ يأمره بالمسير إلى دمشق. فقدمها ، ونزل بدير مرّان ، والقيسيّة معسكرون بمرج راهط. فوجّه إليهم يسألهم الرجوع إلى الطّاعة. فامتنعوا إلّا أن يعزل أبا المغيث عن دمشق. فأنذرهم القتال يوم الإثنين ، ثم كبسهم يوم الأحد بغتة بكفر بطنا (٢). وكان جمهور القيسيّة بدومة (٣) ، فوافاهم وقد تفرّقوا ، فوضع السّيف فيهم ، وقتل منهم ألفا وخمسمائة. وقتلوا الأطفال ، وجرّحوا النّساء ، ونهبوا. فهرب ابن بيهس ولحق بقومه بحوران (٤).
وقتل ابن عمّ رجاء. وقتل من الأجناد نحو الثلاثمائة (٥)
وقد عاش رجاء إلى سنة أربع وأربعين ومائتين.
[ذكر بيعة الواثق بالله]
وبويع للواثق بالله هارون في تاسع عشر ربيع الأول ، بعد موت أبيه ، بعهد منه (٦)
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٠.
(٢) كفربطنا : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وبعض يفتحها أيضا ثم راء ، وفتح الباء الموحّدة ، وطاء مهملة ساكنة ، ونون. وهي من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية. (معجم البلدان ٤ / ٤٦٨).
(٣) دومة : بالضم ، من قرى غوطة دمشق غير دومة الجندل. (معجم البلدان ٢ / ٤٨٦).
(٤) الكامل في التاريخ ٦ / ٥٢٨ ، ٥٢٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٦٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٥ ، مرآة الجنان ٢ / ٩٢ ، النجوم الزاهر ٢ / ٢٤٩.
(٥) الكامل في التاريخ ٦ / ٥٢٩.
(٦) تاريخ خليفة ٤٧٨ ، والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٧ ، وتاريخ الطبري ٩ / ١٢٣ ، والتنبيه والإشراف ٣١٢ ، ومروج الذهب ٤ / ٦٥ ، وتجارب الأمم ٦ / ٥٢٧ ، والبدء والتاريخ ٦ / ١٢٠ ، والكامل في =