ولقد خلق الله من
كل نوع من الأنعام ذكرا وأنثى فهى ثمانية أزواج خلق من الضأن زوجين ومن الماعز
زوجين وقل يا محمد للمشركين منكرا عليهم تحريم ما حرموا من هذا ما علة التحريم أهي
كونها ذكورا؟ ليس كذلك لأنكم تحلون الذكور أحيانا. أم هى كونها إناثا؟ ليس كذلك
لأنكم تحلون الإناث أحيانا أم هى اشتمال الأرحام عليها؟ ليس كذلك لأنكم لا تحرمون
الأجنة على الدوام. أخبرونى إن كنتم صادقين فيما تزعمون من التحليل والتحريم. وخلق
الله من الإبل زوجين ومن البقر زوجين. قل لهم يا محمد ما علة التحريم؟ ليس كذلك
لأنكم تحلون الذكور والاناث والأجنة أحيانا.
وتزعمون أن هذا
التحريم من عند الله. أكنتم حاضرين حين وجه إليكم الله هذا التحريم فسمعتم نهيه؟
لم يكن ذلك قطعا.
انتهوا عما أنتم فيه فهو ظلم وليس هناك أظلم ممن كذب على الله فنسب إليه ما لم
يصدر عنه ولا سند له من علم يعتمد عليه. وانما يريد بذلك إضلال الناس إن الله لا
يوفق الظالمين اختاروا طريق الباطل.
ويقول الله تعالى
فى سورة النور :
(وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ
دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما
يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
[النور : ٤٥]
وفى سورة يس :
(أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها
مالِكُونَ) [يس : ٧١].
وفى سورة الزمر :
(خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ
ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ
خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [الزمر : ٦].