(يُلَقَّاها) : التلقية : التفهيم ، والتلقي : التفهم والأخذ.
(وَيَقْدِرُ) : بسكون القاف ، يضيق.
* * *
قارون يستعرض زينته فيسقط ضعفاء الإيمان
(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) في حركة استعراضية ، يحاول من خلالها أن يبهر عيون الناس بقوته المالية ، مما يمنحه ذلك قدرة على إظهار مظاهر الأبّهة والزينة والجمال ، من الثياب التي يلبسها ، والخيول التي يركبها ويستعرضها ، والخدم الذين يحيطون به ويخدمونه ، وما إلى ذلك ممّا يملكه أصحاب الأموال الكبيرة ، ليخضع الناس لهم كهؤلاء الذين يخضعون للثراء ولزخارف الحياة وبهارجها ، لأن الحياة الدنيا عندهم هي كل شيء ، فهي القيمة والهدف في وجودهم.
(قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الذين بهرتهم زينة قارون ، ورأوا فيها عظمة القوّة وكانت هي كل غايتهم في الحياة ، في ما يسعون إليه ويطلبونه ، فلا يرون وراءها غاية مما ينتظر الإنسان في الدار الآخرة عند الله. وبهذا انطلقت تمنياتهم في تنهّدة طويلة : (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فقد بلغ هذا الرجل غايته ، فيا ليتنا نبلغ مثل هذه الغاية التي هي منتهى السعادة! ولكن المسألة مسألة حظّ ونصيب ، وقد حصل قارون على الحظ العظيم دوننا ، فيا لسعادته الكبرى.
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) من الناس الذين نفذوا إلى حقائق الأمور بعلمهم ، وعرفوا نهاياتها بإيمانهم ، واستطاعوا الوصول إلى النتيجة الحاسمة التي تؤكد للإنسان أن الدنيا بكل قوتها وزينتها عرض زائل ، لا يملك معه