(أَنْصارِي) : الأنصار : جمع نصير.
(الْحَوارِيُّونَ) : أصل الحواري : الحور ، وهو شدة البياض ، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه ، ومنه قيل للحضريات : الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن. وحواري الرجل صفوته وخالصته. وقد جاء في إنجيل متى ولوقا ـ الباب السادس ـ ذكر تعدادهم : ١ ـ بطرس ، ٢ ـ أندرياس ، ٣ ـ يعقوب ، ٤ ـ يوحنا ، ٥ ـ فيلوبس ، ٦ ـ برتولولما ، ٧ ـ متى ، ٩ ـ يعقوب بن حلف ، ١٠ ـ شمعون الغيور ، ١١ ـ يهوذا أخو يعقوب ، ١٢ ـ يهوذا الأسخريوطي الذي خان السيد المسيح.
وقد جاء في مجمع البيان : «روي أنهم اتبعوا عيسى ، وكانوا إذا جاعوا قالوا : يا روح الله جعنا. فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا ، فيخرج لكل إنسان منهم رغيفين يأكلهما ؛ وإذا عطشوا قالوا : يا روح الله عطشنا ، فيضرب بيده على الأرض سهلا كان أو جبلا ، فيخرج ماء فيشربون. قالوا : يا روح الله من أفضل منا إذا شئنا أطعمتنا ، وإذا شئنا سقيتنا ، وقد آمنا بك واتبعنا؟ قال : أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه ، فصاروا يغسلون الثياب بالكراء». (١) وهكذا أعطاهم درسا اجتماعيا دينيا أن القيمة هي للإنسان الذي يعطي الحياة من جهة ، في مقابل ما يأخذ منها.
(الشَّاهِدِينَ) : جمع الشاهد ، وهو المخبر بالشيء عن مشاهدة ، وهذا هو المعنى الحقيقي ، وقد يتصرف فيه فيقال : قولهم شاهد بحق ، أي : هو بمنزلة المخبر به عن مشاهدة. ويقال : هذا شاهد ، أي : معدّ للشهادة.
(الْماكِرِينَ) : المدبّرين للإيقاع بالآخرين في خفية ، والله خير المدبّرين لأنه الذي يملك زمام الحياة والإنسان. والمكر ـ كما يقول الراغب ـ «صرف الغير عمّا يقصده بحيلة» ، وذلك ضربان : مكر محمود ، وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل ، وعلى ذلك قال : (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) ، ومذموم وهو أن يتحرى به
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٧٥٧.