السلبية ، ولكن علاقة ترك الإنفاق بالإلقاء في التهلكة يمكن أن يكون مصداقا للخط العام الشامل لجميع موارده.
* * *
مع صاحب مجمع البيان في دلالة الآية
هذا وقد اعتبر صاحب المجمع ، بعد أن عرض لأكثر من وجه يضع الآية في دائرة خصوصية معينة ، أن الأولى حمل الآية على جميع الوجوه ولا تنافي فيها. وفي هذه الآية دلالة على تحريم الإقدام على ما يخاف منه على النفس وعلى جواز ترك الأمر بالمعروف عند الخوف ، لأن في ذلك إلقاء بالنفس إلى التهلكة. وفيها دلالة على جواز الصلح مع الكفار والبغاة إذا خاف الإمام على نفسه أو على المسلمين ، كما فعله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام الحديبية ، وفعله أمير المؤمنين عليهالسلام بصفين ، وفعله الحسن عليهالسلام مع معاوية من المصالحة لما تشتت أمره وخاف على نفسه وشيعته.
فإن عورضنا بأن الحسين عليهالسلام قاتل وحده ، فالجواب أن فعله يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه ظن أنهم لا يقتلونه لمكانه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والآخر : أنه غلب على ظنه أنه لو ترك قتالهم قتله الملعون ابن زياد صبرا كما فعل بابن عمه مسلم ، فكان القتل مع عز النفس والجهاد أهون عليه (١).
ونلاحظ على هذا المنهج في معالجة المسألة في مفهوم الإلقاء في التهلكة ، أن القضية في الصلح وعدمه ، سواء أكان ذلك في صلح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في عام الحديبية ، أم في طريقة الإمام عليّ عليهالسلام في مواجهة الموقف
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٥١٦.