(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٥٦)
____________________________________
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ) وما ذهب إليه من لا يجوزه من أن قوله تعالى (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) كلام معترض وأن (مُبارَكٌ) خبر بعد خبر أو خبر لمبتدأ محذوف وأن (مِنْ رَبِّهِمْ) و (مِنَ الرَّحْمنِ) حالان مقدمتان* من ضمير محدث تكلف لا يخفى وقرىء أذلة أعزة بالنصب على الحالية من قوم لتخصصه بالصفة (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) صفة أخرى لقوم مترتبة على ما قبلها مبينة مع ما بعدها لكيفية عزتهم أو حال من الضمير* فى (أَعِزَّةٍ (وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) عطف على (يُجاهِدُونَ) بمعنى أنهم جامعون بين المجاهدة فى سبيل الله وبين التصلب فى الدين وفيه تعريض بالمنافقين فإنهم كانوا إذا خرجوا فى جيش المسلمين خافوا أولياءهم اليهود فلا يكادون يعملون شيئا يلحقهم فيه لوم من جهتهم وقيل هو حال من فاعل يجاهدون بمعنى أنهم يجاهدون وحالهم خلاف حال المنافقين واعتراض عليه بأنهم نصوا على أن المضارع المنفى بلا أو ما كالمثبت فى* عدم جواز مباشرة واو الحال له واللومة المرة من اللوم وفيها وفى تنكير لائم مبالغة لا تخفى (ذلِكَ) إشارة* إلى ما تقدم من الأوصاف الجليلة وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتها فى الفضل (فَضْلُ اللهِ) * أى لطفه وإحسانه لا أنهم مستقلون فى الاتصاف بها (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) إيتاءه إياه ويوفقه لكسبه* وتحصيله حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة (وَاللهُ واسِعٌ) كثير الفواضل والألطاف (عَلِيمٌ) مبالغ فى العلم بجميع الأشياء التى من جملتها من هو أهل للفضل والتوفيق والجملة اعتراض تذييلى مقرر لما قبله وإظهار الاسم الجليل للإشعار بالعلة وتأكيد استقلال الجملة الاعتراضية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) لما نهاهم الله عزوجل عن موالاة الكفرة وعلله بأن بعضهم أولياء بعض لا يتصور ولايتهم للمؤمنين وبين أن من يتولاهم يكون من جملتهم بين ههنا من هو وليهم بطريق قصر الولاية عليه كأنه قيل لا تتخذوهم أولياء لأن بعضهم أولياء بعض وليسوا بأوليائكم إنما أولياؤكم الله ورسوله والمؤمنين فاختصوهم بالموالاة ولا تتخطوهم إلى غيرهم وإنما أفرد الولى مع تعدده للإيذان بأن الولاية أصالة لله* تعالى وولايته عليهالسلام وكذا ولاية المؤمنين بطريق التبعية لولايته عزوجل (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) صفة للذين آمنوا لجريانه مجرى الاسم أو بدل منه أو نصب على المدح أو رفع عليه* (وَهُمْ راكِعُونَ) حال مع فاعل الفعلين أى يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله تعالى وقيل هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ركوع الصلاة والمراد بيان كمال رغبتهم فى الإحسان ومسارعتهم إليه وروى أنها نزلت فى على رضى الله عنه حين سأله سائل وهو راكع فطرح إليه خاتمه كأنه كان مرجا فى خنصره غير محتاج فى إخراجه إلى كثير عمل يؤدى إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس فى مثل فعله رضى الله عنه وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة (وَمَنْ يَتَوَلَ