كتب أبو جعفر إلى عيسى بن موسى ، وهو على الكوفة ، يأمره بحمل أبي حنيفة إلى بغداد ، فغدوت إليه أريده ، ولقيته راكبا يريد وداع عيسى بن موسى ، وقد كان وجهه يسودّ ، فقدم بغداد فسقى بها شربة فمات وهو ابن سبعين ، وكان مولده سنة ثمانين.
حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال :
دعا أبو جعفر أبا حنيفة إلى الطعام فأكل منه ، ثم استسقى فسقى شربة عسل مجدوحة (١) وكانت مسمومة فمات من غد ودفن في بغداد في المقابر المعروفة بمقابر الخيزران.
* * *
أخبرني يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال :
حدثني عامر بن يحيى مولى بني عقيل من أهل واسط ، وكان في حرس الحجاج ، قال: حدثني سعيد بن مجاهد ، قال :
وصاحبت العوام بن حوشب (٢) يوما فقال : رميت في هؤلاء القوم ـ يعني المسودة ـ ثمانية عشر سهما ما سرني أني رميت بها أهل بدر مكانهم. قال : فكان عليه خف منخرق. فقلت : المسح أعلى من هذا. قال : نعم ما لم تدخله الربح وتخرج منه.
* * *
أخبرني يحيى بن علي ، والعتكي ، والجوهري ، قالوا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثني ابن العباس ، قال : حدثني عكرمة بن دينار مولى بني عامر ابن حنيفة ، قال :
خرج لبطة بن الفرزدق مع إبراهيم ، وكان شيخا كبيرا جليلا ، فلما قتل إبراهيم مررت به فقال لي : ما الخبر؟.
__________________
(١) في اللسان : «جدح الشيء إذا خلطه».
(٢) توفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، كما في خلاصة تذهيب الكمال ٢٥٣ والمعارف ١٩٨.