بمال فرقه فيهم ، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ونصرة لفعله (١).
٥٩ ـ محمد بن صالح بن عبد الله
فممّن خرج في أيامه وأخذ فحبس
أبو عبد الله محمد بن صالح (٢) بن عبد الله بن موسى بن عبد الله
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
وكان من فتيان آل أبي طالب وفتاكهم وشجعانهم وظرفائهم وشعرائهم (٣).
كان خرج بسويقة وجمع الناس للخروج ، وحج بالناس في تلك السنة أبو السّاج (٤) فخافه عمه على نفسه وولده وأهله ، فسلمه إليه ، وهو لذلك من عمه آمن على أمان استوثق لمحمد بن صالح ، فحمله إلى سرّمن رأى ، فحبس بها مدة ثم أطلق وأقام بها سنين حتى مات رحمة الله عليه.
حدثني محمد بن خلف وكيع ، قال : حدثني أحمد بن أبي خيثمة ، قال (٥) :
كان محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى خرج بسويقة واجتمع له ، وحج بالناس أبو الساج فقصده ، وخاف عمه موسى بن عبد الله بن موسى أبا الساج على نفسه وولده وأهله ، فضمن لأبي الساج تسليمه ، وتوثق له بالأيمان والأمان ، وجاء عمه إليه فأعلمه ذلك ، وأقسم عليه ليلقين سلاحه ، ففعل ، وخرج إلى أبي الساج
__________________
(١) في ابن الأثير ٧ / ٢٠ «... فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قبل المتوكل ، وقيل إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون والمعتصم والواثق في محبة علي وأهل بيته. وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، منهم عبادة المخنث ، وعلي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي ، وعمرو بن فرج الرخجي ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية ، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة ، وكانوا يخوفونه من العلويين ويشيرون عليه بابعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم ... ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان ...».
(٢) ابن أبي الحديد ٣ / ٤٨١ والأغاني ١٥ / ٨٨ ـ ٩٥.
(٣) في الأغاني «ويكنى أبا عبد الله ، شاعر حجازي ظريف صالح الشعر ، من شعراء أهل بيته المتقدمين. وكان جده موسى بن عبد الله أخا محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن بن حسن ، الحجازيين الخارجين في أيام المنصور ، أمهم جميعا هند بنت أبي عبيدة».
(٤) في ط وق «أبو النساج».
(٥) الأغاني ١٥ / ٨٩.