قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال :
دخل العباس بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين ، على هارون فكلمه كلاما طويلا ، فقال هارون : يابن الفاعلة.
قال : تلك أمك التي تواردها النخاسون.
فأمر به فأدنى فضربه بالجرز (١) حتى قتله.
* * *
٤٦ ـ موسى بن جعفر بن محمد
وموسى بن جعفر بن محمد (٢) بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب عليه السلام
ويكنى أبا الحسن ، وأبا إبراهيم.
وأمه أم ولد تدعى حميدة.
حدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن قال :
كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلثمائة إلى المائتين دينار ، فكانت صرار موسى مثلا (٣).
حدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى :
أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى ابن جعفر ، ويؤذيه إذا لقيه ، فقال له بعض مواليه وشيعته : دعنا نقتله ، فقال : لا ، ثم مضى راكبا حتى قصده في مزرعة له فتواطأها بحماره ، فصاح لا تدس زرعنا فلم يصغ إليه وأقبل حتى نزل عنده فجلس معه وجعل يضاحكه ، وقال له : كم غرمت على زرعك هذا؟ قال : مائة درهم. قال : فكم ترجو أن تربح؟ قال : لا أدري. قال : إنما سألتك كم ترجو. قال مائة أخرى. قال : فأخرج ثلثمائة دينار فوهبها له فقام فقبل رأسه ، فلما دخل المسجد بعد ذلك وثب العمري فسلم عليه وجعل
__________________
(١) في القاموس : «الجرز : عمود من حديد».
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧ ـ ٣٢ ومروج الذهب ٢ / ١٩٥ وصفة الصفوة ١ / ١٠٣ ـ ١٠٥ والفخري ١٧٦ ـ ١٧٧ وابن خلكان ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٣ والإرشاد ٢٦٣ ، وشرح شافية أبي فراس ١٦١ ، ١٦٢ ، ١٧٢.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧.