فقلت : الشر ، والله انهزم أصحابنا.
قال : قف ها هنا نعش جميعا أو نمت جميعا.
فقلت ليس بذاك ، ووليت هاربا ، فلم أجاوزه بكثير حتى أدركه القوم ، فسمعته يقول (لا ملجأ من الله إلّا إليه) فقتل ، وعلقت في أذنه رقعة مكتوب فيها : رأس لبطة بن الفرزدق.
قال : وكان شهد مع إبراهيم وهو شيخ كبير ، فقودّه.
قال أبو الفرج :
لبطة هذا قد روى الحديث ، وروى عن أبيه ، عن الحسين بن علي حديثا مشهورا حدثنا في مقتله يقول : لقيت الحسين بالصفّاح ، وروى عن غير أبيه ، وكان له أخوان خبطة ، وحنظلة (١).
* * *
قال أبو زيد : وحدثني عاصم بن علي وسهل بن غطفان : أن إبراهيم لما قتل ، وتواري هارون بن سعد ، أراد الحجاج بن بشير الانحدار إلى نهر أبان ، فأدركوه فقتلوه ، وقتلوا ابن أخيه معاوية بن هشيم.
* * *
قال أبو زيد ، وحدثني بكر بن كثير ، عن حمزة التركي ، قال :
قدم عيسى بن زيد بعد قتل محمد ، فذكر أن محمدا جعل الأمر إليه ، ودعا الزيدية إلى نفسه فأجابوه ، وأبى البصريون ذلك ، حتى قالوا لإبراهيم : إن شئت أخرجناهم عنك من بلادنا فالأمر لك وما نعرف غيرك ، حتى كادت تقع فرقة ، فسفروا بينهم سفرا ، وقالوا : إنا إن اختلفنا ظهر علينا أبو جعفر ، ولكن نقاتله جميعا ، والأمر لإبراهيم ، فإن ظهرنا عليه نظرنا في أمرنا بعد ، فأجمعوا على ذلك.
* * *
__________________
(١) راجع الأغاني ١٩ / ٢ وابن خلكان ٢ / ٢٦٦.