الحسن بن الحسين ، وغيره من أصحابه :
أنّ أبا حنيفة كتب إلى إبراهيم بن عبد الله لما توجّه إلى عيسى بن موسى :
إذا أظفرك الله بعيسى وأصحابه فلا تسر فيهم سيرة أبيك في أهل الجمل فإنه لم يقتل المنهزم ، ولم يأخذ الأموال ، ولم يتبع مدبرا ، ولم يذفّف على جريح ؛ لأن القوم لم يكن لهم فئة ، ولكن سر فيهم بسيرة يوم صفين ، فإنه سبى الذرية ، وذفف على الجريح ، وقسم الغنيمة ، لأن أهل الشام كانت لهم فئة ، وكانوا في بلادهم.
فظفر أبو جعفر بكتابه ، فسيره وبعث إليه فأشخصه ، وسقاه شربة فمات منها ، ودفن ببغداد (١).
* * *
أخبرني محمد بن زكريا الصحاف ، قال : حدثنا قعيب بن محرز ، عن المدائني :
أن عبّاد بن العوام (٢) خرج إلى إبراهيم بن عبد الله ، وشهد معه حربه ، فلما ظفر أبو جعفر وقتل إبراهيم ، طلبه ، فسأله فيه المهدي فوهبه له ، وقال : لا تظهرن ولا تحدثن. فقال الناس : هذا رجل من أهل العلم خرج مع إبراهيم فيأخذون عنه الفتيا ، فلم يزل متواريا حتى مات أبو جعفر ، وأذن له المهدي في الظهور والحديث ، وظهر وحدّث (٣).
* * *
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن حازم ، قال : حدثنا أبو نعيم ، وأخبرنا يحيى بن علي ، ورواه أبو زيد ، قالوا : حدثنا عمر بن شبّة ، قال : حدثنا القاسم بن أبي شيبة ، عن أبي نعيم ، قال :
__________________
(١) توفي أبو حنيفة ببغداد في رجب سنة خمسين ومائة وهو يومئذ ابن سبعين سنة.
(٢) ولد عباد سنة ١١٨ وترجمته في تهذيب التهذيب ٥ / ٩٩ ـ ١٠٠ وتاريخ بغداد ١١ / ١٠٤ ـ ١٠٦.
(٣) في تهذيب التهذيب : «قال ابن سعد : كان يتشيع فأخذه هارون فحبسه ثم خلى عنه. فأقام ببغداد ، ومات سنة خمس وثمانين ومائة».