أخبرني محمد بن خلف بن وكيع : قال : حدّثنا إسماعيل بن مجمع ، عن الواقدي قال :
خرج عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، مع محمد بن عبد الله بن الحسن (١) وكان من ثقات أصحاب محمد ، وكان يعلم علمه في تواريه ، وكان إذا دخل المدينة مستخفيا فجاءه فنزل في داره ، فكان أبو جعفر يدخل على الأمراء يسمع كلامهم ، ويعرف أمورهم سائر نهاره يروح إليه فيخبره بذلك.
وكان من رجال أهل المدينة ، علما بالفقه ، وصدقا بالحديث وتقدما بالفتوى ، وكان يرشح للقضاء.
قال الواقدي : ولقد حدّثني بن أبي الزياد أنه ما مات قاض بالمدينة ، ولا عزل إلّا ظنوا أن عبد الله بن جعفر يتولى مكانه ، لكمال علمه ومروءته ، وفضله ، فمات وما ولّى القضاء ، ولا قعد به عن ذلك عندهم إلّا خروجه إليهم مع محمد. فلما قتل محمد توارى فلم يزل في تواريه حتى استؤمن له فأومن.
قال : وكان عبد الله بن جعفر لما دخل إلى جعفر بن سليمان قال له : ما حملك على الخروج مع محمد على ما أنت عليه من العلم والفقه؟.
فقال : ما خرجت معه وأنا أشك في أنه المهدي ، لما روي لنا في أمره ، فما زلت أرى أنه هو ، حتى رأيته مقتولا ، ولا اغتررت بأحد بعده. فاستحيي منه وأطلقه.
* * *
أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله. وحدثني أبو عبيد محمد بن أحمد المؤمل الصيرفي ، قالا : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : أخبرنا محمد بن عمرو الرازي ، قال : حدثني الحسين بن المنزل قال :
__________________
(١) الطبري ٩ / ٢٣٣ وابن الأثير ٥ / ٢.