آفة المخدّرات
لا زال الغرب
بكافة أجهزته ومقوّماته الاجتماعية والاقتصادية والأمنية يعاني من الآثار التي
أنتجتها ولا تزال تنتجها أزمات التجارة والتعاطي بالمخدّرات والإدمان على تناولها
، بين أجياله الشابّة على الأخص.
وقد تفجرت تلك
الأزمات ، بشكل علني وفاضح ، وعلى جميع الصعد الاجتماعية والصحية والاقتصادية
والأمنية ، في أواخر الخمسينات ، عند ما أخذت تروّج للتعاطي ب ثقافة» المخدّرات
بعض من أشهر الفرق الموسيقية ك «البيتلز» و«الرولينغ ستونز» و«الهو» و«الكوين»
والكثير من الشخصيات البارزة في الأوساط الثقافية من ممثلين وكتّاب وشعراء ورسامين
وموسيقيين ، على أساس أنها مواد تساعد على تنمية وتفجير الطاقات الفنية والأدبية
المختزنة ، وضمن مبدأ الانطلاق عبر عوالم وأجواء سحرية وخيالية مخفية على باقي
البشر!!
وانتشرت تلك الآفة
بشكل أوسع وأسرع بين الأجيال الغربية الشابّة ، وبين الأجيال الصاعدة من الشعوب
التي استعمرها الغرب بنماذجه الثقافية (كجنوب أميركا وجنوب آسيا وأستراليا) ، دون
التمييز بين طبقاتها الاجتماعية أو بين مقوّماتها العلمية والثقافية ، إذ أنها
انتشرت وبشكل متساو في معظم الأحيان ، بين المجتمعات الجامعية والمثقفة وبين
الجماعات الشاذّة والخارجة عن القانون. وأصبح من «العيب» و«المكروه» و«المشئوم»