النظر والتفكر في المشهد الكوني ...
جسر العبور إلى الحقيقة
خلق الله ـ جل وعلا ـ الإنسان وجعله عاقلا ناطقا مدركا ومنحه القدرة على تحسس الأشياء ومراقبتها وتدبر تفاعلاتها وأسبابها وعلائقها ، مستجيبا لنداء داخلي فطري دائم. كما منحه المقدرة على السيطرة ـ بإذنه تعالى ـ على بعض مكنونات الأشياء ومحاكاة بعض سننها وقوانينها والعمل على استغلال مكتشفاته في هذا المجال ، شيئا فشيئا ، في تطوير نظم حياته وتحسين ظروف عيشه والسعي دوما لتحقيق الأحسن والأفضل والأكمل والأمثل.
نظر الإنسان إلى الكون منذ بدء الخليقة وتأمل بالنجوم والكواكب التي سحرته وأثارت فيه الكثير من الأسئلة ، وشاهد الظواهر الكونية التي أذهلته كالرياح والشهب والرعد والبرق والأمطار. كما راقب الحوادث والأهوال التي أخافته وأرعبته كالزلازل والبراكين والأعاصير ، وأخذ يبحث عن الأجوبة لأسئلته المضطربة وراح يرصد الأشياء ويدقق فيها وفي تفاعلاتها ويفحص ويمحص ويتدبر ويستخلص النتائج والدلائل والبراهين وصار يجرب ويعيد التجربة ويكررها ويستدل بها ليصل إلى ما يزيل قلقه واضطرابه وخوفه وجهله ، معتمدا على ما جبل عليه من تطلع لمعرفة الحقيقة والبحث عن نفسه وعن آثار خلقه في كل شيء حوله.