الكيميائية ، البيولوجية) ، وشهدت مراحل النهضة العلمية المتعددة تطورا بارزا في فهم هذا الداء وطرق تصنيفه وعلاجه وتشخيصه ، وما زالت الأبحاث مستمرة إلى الآن في كل مجالات وطرق وأساليب الوصول إلى معرفة أوسع مدى عن هذا الداء وأسراره الكثيرة وعلائقه المتعددة بالنمو الصناعي والتطور المديني ، وانعكاسات التقدم التكنولوجي على حساب البيئة والطبيعة.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت أبحاث مفصلة عن علاقة السرطان بالكثير من العوامل والمواد والأساليب الصناعية والتكنولوجية الحديثة ، حيث تبيّن أن الكثير من أنواع هذا الداء الخبيث تتكاثر وتنمو بسرعة هائلة في المجتمعات التي تتعرض لإشعاعات نووية ، أو تستهلك مواد صناعية ، أو تصاب بعوامل بيولوجية وكيميائية وفيزيائية ناتجة عن تقدم الصناعات بأنواعها المختلفة وازدهارها ، وإضرارها المستمر في كل جوانب الطبيعة والبيئة الطبيعية. كما تبيّن أن هنالك علاقة واضحة ومؤكدة بين أنواع السرطان المختلفة وبعض العادات السيئة المكتسبة حديثا والمنتشرة بمساعدة «حمّى الاستهلاك» التي أصابت جميع المجتمعات ، كالتدخين بجميع أنواعه والإفراط في تناول السكاكر والحلويات والدهون ، والتعرّض الدائم لأشعة الشمس بداعي الاستجمام والتزيّن ، وغيرها من العادات الخبيثة التي فرضتها الثقافات الاستهلاكية الخبيثة.
وفي خضم المعمعة العلمية والإعلامية الدائرة حول موضوع السرطان وطرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه ، نستعرض القواعد الذهبية التي أجمع عليها الأطباء والباحثون في الوقاية من هذا الداء بعد التعرّض لأسبابه المباشرة وغير المباشرة ، وبعد التمكن من فهم بعض أسرار هذا الداء وطرق