وفي الختام ،
نستطيع القول أنّ المعجزة الإلهية «الحية» التي نقرأها كل يوم ، ونعتبر بآياتها
الإعجازية الرائعة ، وهي القرآن الكريم ، هي خير دليل على أنّ النبوة والرسالة
الخاتمة المحمدية أتحفت ورصعت وزوّدت بخير وأعظم وأرقى معجزة ربّانية على الإطلاق
، حازها نبيّ أو مرسل قبلها ، إذ أنّ العلوم التي حوتها والروائع التي اكتنزتها ،
لم يستطع العلم الحديث اكتشافها إلا بعد اكتشاف الوسائل العلمية التقنية الراقية ،
كالمجهر البصري والإلكتروني وغيرها من الآلات المعقدة ، وبعد إجراء الدراسات
والبحوث الطويلة التي امتدت واستمرت عبر السنين والقرون.
عجائب الخلق
الأولى : الأغشية الثلاثة والمشيمة والرضاعة
الظلمات الثلاث :
قال الله العزيز
في كتابه الكريم في سورة الزمر [الآية رقم ٦] : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ* خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها
وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ
أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
أجمع المفسّرون في
كتب التفسير القرآني على أن المقصود من تعبير الظلمات الثلاث هي ظلمة البطن وظلمة
الرحم وظلمة المشيمة ، وهذا المعنى الإجمالي صحيح ومعتبر ومقارب للتشريخ العلمي
المعروف والمتداول على أساس أنّ لجدار البطن ظلمة تليها ظلمة جدار الرحم الذي
يحتوي بدوره على ظلمة أغشية المشيمة وجذورها المتشابكة والمحيطة بالجنين. وفي
المدة الأخيرة حدد بعض العلماء (ومنهم الدكتور محمد علي