والعواصف والنيران
والرياح ، وأسبغت على هذه الظواهر ستارا من القداسة وألهتها ، وقدّمت لها القرابين
والولاء وتعبّدت لها. كانت مشاعر الإيمان عند تلك الشعوب ساذجة حائرة مقتصرة على
مشاعر الخوف ورجاء الخلاص من بطش تلك الظواهر أو من سيطرة الكواكب ، أو من غضب بعض
المخلوقات الغربية ، وكانت تلك الشعوب تقدم أغلى ما عندها إرضاء لتلك النزعات
البدائية. ثم قامت تلك الحضارات القديمة بتأليه أصنام بنتها هي لتسقط عليها حاجتها
الفطرية لتقديس شيء عظيم يحميها مما تخافه وتتفاداه من أذى ، مطلقة العنان
لعواطفها الساذجة ومكنونات نفوسها الخائفة ، كل ذلك من دون إدراك كامل لحقيقة
الأشياء ومن دون معرفة صحيحة بآثار الأفعال ونتائجها ، ثم أخذت بعض الحضارات
القديمة بتأليه بعض الأشخاص من الطغاة والحكام والسحرة والمشعوذين وأسقطت عليهم كل
هالات التقديس ليزدادوا طغيانا وعبثا وتسلطا على الشعوب وأفكارها ومعتقداتها.
وتطوّر التقديس
عند بعض الشعوب فقامت باختراع آلهة أسطورية خيالية متعدّدة ذات أسماء ووظائف
وكيانات مختلفة ، وربطت أفعالها بما كانت تراه في السماء من نجوم وكواكب وأجرام
ورياح وغمائم وأنوار ، وصارت تحيك الحكايا والأساطير حولها وتتبناها طقوسا وأعيادا
واحتفالات ونذورا وقرابين في المواسم والفصول والمحطات الزمانية والمكانية.
العلم والإيمان في
الأديان السماوية قبل الإسلام :
بعد ظهورها
وانتشارها وقعت معظم الأديان السماوية قبل الإسلام في