المحاذير الأخلاقية والاجتماعية والمخاطر المحتملة لسوء استخدام واستغلال هذه التطبيقات :
عهد الخالق القدير إلى الإنسان الأمانة ، وحثّه على الاستزادة من المعرفة والتبحّر في دراسة الأشياء التي وضع فيها آياته الباهرة ودلائل إعجازه ، وأمره بالتعرّف إلى نفسه وإلى ما يحيط به من موجودات وكائنات ليستشفّ منها النظم الخلاقة البديعة ، والقوانين والأسباب الظاهرة والخفية ، والمبادئ والأسس التي وضعت وجبلت وعملت عليها الأشياء ، بهدف الوصول إلى اليقين والسعادة والكمال. كل ذلك مع تذكيره دوما بالأمانة والوفاء وحفظ العهد ومسئوليته في ذلك ، والحفاظ على الموجودات والكائنات واحترام وجودها وعدم العبث بقوانينها ونظمها. فحينما يبدأ الإنسان بعد اكتشافه سرا عظيما أو كنزا دفينا ، بالتفريط به والعبث بموجوداته واستغلاله في أمور غير محسوبة ، أو ذات نوايا سيئة ، حتما ستنقلب القوانين عليه ، وتحل عليه اللعنة ، ويخسر كل شيء. فكما حصل للإنسان بعد اكتشافه السرّ النووي واستخدامه في تدمير الآخرين وسوء استغلاله في الصناعات والتكنولوجيا ، وتسبّبه بكوارث كثيرة مميتة ، حدثت وما زالت تحدث بسبب الإشعاعات النووية ، يمكن للإنسان أن يواجه كوارث أعظم وأعمّ ، إذا أساء استغلال القوانين الوراثية ، وأخذ عن جهل أو عن سوء نية في استغلالها ، في صنع أسلحة جرثومية فتاكة ، أو في إنتاج «جيوش» من جنس بشري «مهندس» وراثيا على أساس عنصري خبيث ، أو في إنشاء موجودات أو كائنات مشوّهة لمجرد اللعب والعبث وإثراء الخيال ، كدمج المخلوقات بعضها ببعض ، أو اقتطاع أجزاء منها أو تجميعها في كائنات مشوّهة وغير طبيعية.