١٥٥٤. الفتوح : أقبَلَ رَجُلٌ مِن مُعَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ حَوزَةَ عَلى فَرَسٍ لَهُ ، حَتّى وَقَفَ عِندَ الخَندَقِ وجَعَلَ يُنادي : أبشِر يا حُسَينُ ، فَقَد تَلفَحُكَ النّارُ فِي الدُّنيا قَبلَ الآخِرَةِ!
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام : كَذَبتَ يا عَدُوَّ اللّه! إنّي قادِمٌ عَلى رَبٍّ رَحيمٍ وشَفيعٍ مُطاعٍ ، وذلِكَ جَدّي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله. ثُمَّ قالَ الحُسَينُ عليهالسلام : مَن هذَا الرَّجُلُ؟ فَقالوا : هذا مالِكُ بنُ حَوزَةَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام : اللّهُمَّ حُزهُ إلَى النّارِ ، وأذِقهُ حَرَّها فِي الدُّنيا قَبلَ مَصيرِهِ إلَى الآخِرَةِ.
قالَ : فَلَم يَكُن بِأَسرَعَ أن شَبَّثَ بِهِ الفَرَسُ فَأَلقَتهُ فِي النّارِ فَاحتَرَقَ. فَخَرَّ الحُسَينُ عليهالسلام للّه ساجِدا مُطيعا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وقالَ : يا لَها مِن دَعوَةٍ ما كانَ أسرَعَ إجابَتَها! ١
٩ / ٨
مالِكُ بنُ نَسرٍ ٢
١٥٥٥. مقتل الحسين : ثُمَّ ضَعُفَ الإِمامُ الحُسَينُ عليهالسلام. عَنِ القِتالِ فَوَقَفَ مَكانَهُ ، فَكُلَّما أتاهُ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ وَانتَهى إلَيهِ ، انصَرَفَ عَنهُ وكَرِهَ أن يَلقَى اللّه بِدَمِهِ ، حَتّى جاءَهُ رَجُلٌ مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ نَسرٍ ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ عَلى رَأسِهِ ، وكانَ عَلَيهِ بُرنُسٌ ٣ ، فَقَطَعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الفتوح : ج ٥ ص ٩٦ ، المعجم الكبير : ج ٣ ص ١١٦ ح ٢٨٤٩ ، تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٣٨ ، تاريخ دمشق : ج ١٤ ص ٢٣٥ ؛ الإرشاد : ج ٢ ص ١٠٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٥٦ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٣٠١ ح ٢.
٢. اختلفت المصادر في ضبط اسم أبيه بين النسر والسير والبشير والنسير. كان من بني بداء من كندة.
٣. البُرْنُس : قلنسوة طويلة ، وكان النسّاكُ يلبسونها في صدر الإسلام (الصحاح : ج ٣ ص ٩٠٨ «برنس»).