٣٦٨. بصائر الدرجات عن أبي عوف عن الإمام الصادق عليهالسلام دَخَلتُ عَلَيهِ فَأَلطَفَني ، وقالَ : إنَّ رَجُلاً مَكفوفَ البَصَرِ أتَى النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ :
يا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ، ادعُ اللّه أن يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري ، وقالَ : فَدَعَا اللّه لَهُ فَرَدَّ عَلَيهِ بَصَرَهُ. ثُمَّ أتاهُ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ادعُ اللّه لي أن يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري.
قالَ : فَقالَ : الجَنَّةُ أحَبُّ إلَيكَ أن ١ يُرَدَّ عَلَيكَ بَصَرُكَ. قالَ : يا رَسولَ اللّه ، وإنَّ ثَوابَهَا الجَنَّةُ؟
فَقالَ : إنَّ اللّه أكرَمُ مِن أن يَبتَلِيَ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِذَهابِ بَصَرِهِ ثُمَّ لا يُثيبَهُ الجَنَّةَ. ٢
٣٦٩. الإمام عليّ عليهالسلام : رُبَّ أمرٍ حَرَصَ الإِنسانُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أدرَكَهُ وَدَّ أن لَم يَكُن أدرَكَهُ. ٣
٣٧٠. الإمام الصادق عليهالسلام : كَم مِن نِعمَةٍ للّه عَلى عَبدِهِ في غَيرِ أمَلِهِ ، وكَم مِن مُؤَمِّلٍ أمَلاً الخِيارُ في غَيرِهِ ، وكَم مِن ساعٍ إلى حَتفِهِ وهُوَ مُبطِئٌ عَن حَظِّهِ. ٤
٣٧١. عنه عليهالسلام : إنَّ قوما فيما مَضى قالوا لِنَبِيٍّ لَهُم : اُدعُ لَنا رَبَّكَ يَرفَع عَنَّا المَوتَ. فَدَعا لَهُم فَرَفَعَ اللّه عَنهُمُ المَوتَ ، فَكَثُروا حَتّى ضاقَت عَلَيهِمُ المَنازِلُ وكَثُرَ النَّسلُ ، ويُصبِحُ الرَّجُلُ يُطعِمُ أباهُ وجَدَّهُ واُمَّهُ وجَدَّ جَدِّهِ ويُوَضّيهِم ويَتَعاهَدُهُم ، فَشَغَلوا عَن طَلَبِ المَعاشِ.
فَقالوا : سَل لَنا رَبَّكَ أن يَرُدَّنا إلى حالِنَا الَّتي كُنّا عَلَيها. فَسَأَلَ نَبِيُّهُم رَبَّهُ فَرَدَّهُم إلى حالِهِم. ٥
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في بحار الأنوار : «أو».
٢. بصائر الدرجات : ص ٢٧٢ ح ٨ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٥ ح ٤. /
٣. عدّة الداعي : ص ١٧.
٤. الأمالي للطوسي : ص ١٣٢ ح ٢١٠ ، قرب الإسناد : ص ٤٠ ح ١٢٨ كلاهما عن بكر بن محمّد ، تحف العقول : ص ٣٦١ ، التمحيص : ص ٥٨ ح ١١٧ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٢٤٣ ح ٤٥.
٥. الكافي : ج ٣ ص ٢٦٠ ح ٣٦ ، التوحيد : ص ٤٠١ ح ٤ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٠٠ ح ٨٣١ وفيه